في البدء يجب علينا الاعتراف بأن اتفاق اوسلو قد افرز " طابورا خامسا " من الناعقين باسم البقية الباقية من حركةفتح لا يعترف بوجود شيء اسمه " شرف الخصومة " ، وقد استخدم هذا الطابورسلاح " شيطنة الآخر " ببراعة احترافية ، وذهنية في منتهى الخسة والقذارة ، ولو ان هناك كلية لتدريس " فن شيطنة الآخر " في كل بلد لحصل هؤلاء على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة ( اللاشرف ) في غضون أيام قليلة ، في ظاهرة نستطيع أن نطلق عليها " إمبراطورية الكذب " .. !!
حيث لم نعد نفهم الكثير مما يقرأ أو يسمع من تصريحات وبيانات ومواقف تصدر من فئة صغيرة من بعض المتنفذين في حركة فـتح ، ومن المحسوبين عليها من دعاة الانبطاح والاستسلام ، ومن أصحاب شعار " بدنا نعيش تحت بساطير الاحتلال " من" أيتام دايتون " و " صبيان أفيخاي أدرعي " الذين فضلوا المتاجرة بدماء شعبهم وقضيته الوطنية .
فقد خرجت علينا المواقـع التابعة لأجهزة سلطة رام الله الأمنية بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزه " معركة وحدة الساحات " بحملة مشبوهة من الأكاذيب و الافترائات بحق فصائل المقاومة الفلسطينية تحقيقا لمقولة " يجب قتل الشرف ... ليحيا العار " من أجل أن تتساوى الرؤوس ، و ذلك من خلال نشرات والتغريدات احتوت على كثير من الأكاذيب و الأدعاءات و الفبركات الخطيرة ، أقل ما يقال عنها أنها من أحاديث الإفك المفترى الذي يستهدف التضليل و قلب الحقائق والتي لا يجيدها سوى أيتام الجنرال الأمريكي كيث دايتون ( الذي استدعاه محمود عباس لتدريب القوات الفلسطينية بعد فوز " حـركة حـماس " بالانتخابات التشريعية عام 2006 م ، ووضع الخطط للقضاء على المقاومة ) و صبيان أفيخاي أدرعي ( الناطق باسم جيش العدو الصهيوني ) الذين أتقنوا صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم .!
و الغريب إن هذه الأكاذيب و الفبركات يتم تناقلها على مجموعة من المواقع الصفراء المشبوهة ضمن جوقة منظمة حتى تحدث أكبر أثر لها في عقول السذج من الناس .. !!
و نتساءل مع الآخرين :
ما هو الهدف من هذه المزاعم و الأكاذيب وهذه الافتراءات التي تظهر بين الحين و الآخر وجميعها تتمحور في الإساءة لفصائل المقاومة و خاصة حركة حماس .. ؟؟!!
للتاريخ فأن التيار المناهض للمقاومة قد ظهر جليا منذ تولي محمود عباس مقاليد السلطة في يناير 2005 م ، و قد عرفه شعبنا و خبره جيداً في زمن الراحل ياسر عرفات ، حيث حاول تيار " الأسرلة الفتحاوي " منذ الأنتخابات الصهيونية في 17 / 5 / 1999 م و فوز أيهودا باراك و حزب العمل في التعرض لفصائل المقاومة من خلال العمل على تشويه حركة المقاومة الأسلامية " حماس " في حملة إعلامية واسعة لتشويه الحـركة ، و تشويه صورتها و جهادها و أبطالها و قياداتها في الداخل و الخارج ، وذلك من خلال سلسلة من الرسائل المزيفة و التقارير المختلفة و البيانات المدسوسة في حملة مشبوهة تمثل حرباًًًًً إعلامية تضاف للحرب الأمنية التي شنتها المخابرات الأمريكية و كلاً من الشاباك الصهيوني و الأجهزة الأمنية الفلسطينية على شباب وكوادر الحـركة .. !!
فبدلاً من أن يتفرغ هؤلاء للرد على تصريحات قادة الكيان الصهيوني الذين استباحوا البشر و الحجر ، والتفكير بحماية أمن الشعب الفلسطيني من تهديداتهم اليومية ، ومجازرهم المتواصلة ، قرروا الأصطفاف مع الاحتلال ضد فصائل العمل المقاوم ، و مع كل من يعادي الشعب الفلسطيني في جبهة واحدة لزيادة معاناة شعبهم ، حيث صدق فيهم قول قائدهم الأمريكي دايتون :
" لقد استطعت أن أصنع من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية الفلسطينيون الجدد " .!
في حملة الشيطنة للمقاومة ، خرج علينا أحد تلاميذ " إمبراطورية الكذب " في لقاء على إحدى الفضائيات ، و بعد أن أتهم حركة حماس بقتل الجيش المصري ، أعلن أن الله ــ سبحانه و تعالى ــ قال في القرآن الكريم أن الجيش المصري خير أجناد الأرض ..!!
وعنما سأله المذيع عن اسم السورة التي نزلت بها الآية قال :
من سورة " طلع البدر علينا " .!
( تم تعيين هذا الشخص في المجلس الثوري لحركة فتح مكافأة له ..!! ) .
وآخر أكد بأن حركة حماس هي التي تقتل الجنود المصريين في سيناء، و ترسل السيارات المفخخة للقاهرة .!
( لم يتحدث الأعلام المصري إلى الآن عن هذه السيارات ..!!)
وجميع أبناء امبراطورية الكذب ــ بلا إستثناء ــ أسدوا النصح لحماس بعدم قتل الجنود المصريين ..!!
وفي هذا القول ما لا يحصى من الأفتراء و التضليل و الكذب الذي " تقيأ " من أفواهم مما لا يتسع هذا المقال له .
إن الهجمة الاعلامية على حركة " حـمـاس " هذه الأيام تعيد إلى الأذهان المحاولات العديدة التي مارستها بعض القوى في السابق لتصوير الحركة على غير حقيقتها ، وهي نفس النغمة التي رددتها " جوقة " من بعض النخب السياسية والثقافية الفلسطينية والعربية الذين عميت قلوبهم وفسدت ضمائرهم في التسابق على تشويه وتسفيه تاريخ جهاد ونضال الشعب الفلسطيني، والمطالبة بتجريد الفلسطينيين من السلاح الوحيد الذي تبقى لهم ، وغضوا الطرف عن حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد أبناء شعبهم . !
إنه مرض أكبر من مؤامرة . . !!
إنها عقدة نقص أكبر منها مسايرة لمناخ يرى العلاقة مع العدو طبيعية والعلاقة مع الأخ مسألة فيها نظر . . !!
و يتساءل المواطن الفلسطيني بمرارة ممزوجة بالغضب :
أين كان مختبئ كل هذا الحقد من الأدعياء والدخلاء على " فــتـح " .؟؟!!
ولماذا الأصرار على الإساءة للمقاومة و المجاهدين و التحريض ضد الشعب الفلسطيني .؟؟!
وكيف تركت " حـركة فـتـح " مصيرها لطابور خامس من الساقطين و المتساقطين من هذه الوجوه العفنة ، الذين قرروا مغادرة مربع الوطن و الاصطفاف في المربع المعادي لشعبنا و قضيتنا .؟؟!