*زيارة وليم بيرنز رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية CIA لرام الله هي أمنية بالدرجة الأولى مع إحاطتها بغلاف سياسي يتعلق بمساعي أمريكية لإعادة إحياء مسيرة التسوية.* حيث تهدف الزيارة لتقوية وضع السلطة بعدما اعترتها العديد من التصدعات وتآكل الشرعيات بدءاً من إلغاء الانتخابات مروراً بارتدادات معركة سيف القدس التى صعدت جرائها أسهم المقـ.اومة وانهارت أسهم أرباب المساومة، وصولاً لاغتيال السلطة لنزار بنات رحمه الله، كل ذلك ضمن بيئة فشل مسار التسوية وتلاشي فكرة حل الدولتين وموجات التطبيع والردة العربية ومشاريع الضم والتصفية الصهيونية.
وتأتي الزيارة استكمالاً لمساعي المبعوث الأمريكي هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الصراع العربي الإسرائيلي، وما تمخض عنها بحسب المصادر من اتفاق ثلاثي بين السلطة والاحتلال والإدارة الأمريكية من خلال وثيقة تم توقيعها يوم 14 تموز/ يوليو 2021 تتضمن قيام الإدارة الأمريكية بفرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام الفلسطينية، ومناهج التعليم، وإعادة تفعيل لجنة التحريض الثلاثية؛ الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية. وتهدف اللجنة لمراقبة الأداء الأمني والمالي والإعلامي والتعليمي للسلطة عبر مراقبين وشركات أمريكية.
كل ذلك يهدف في النهاية لتقوية السلطة مالياً وإدارياً وتعزيز دورها كذراع أمني يوفر للاحتلال وبالتالي للمنطقة بيئة أمنية مناسبة ترغب الإدارة الأمريكية بتوفيرها حمايةً لمصالحها وتفرغاً لملفات أكثر أهمية تقع ضمن منظور الأمن القومي الأمريكي.
وعليه لا توجد فرصة حقيقية لإعادة إحياء مسار التسوية لأسباب صهيونية بالدرجة الأولى وأمريكية بالدرجة الثانية ومتعلقة بالبيئة الاستراتيجية والنظام الدولي والاقليمي بالدرجة الثالثة، وإنما هي مساعي أمنية مغلفة بإطر وأشكال سياسية لا أكثر.
إياد خالد الشوربجي