تأتي الجولة الرابعة للحوار الفلسطيني الداخلي بعد قرب اكمال أربعة أشهر على الحرب على غزة، في ظل أجواء عالمية سياسية تختلف تمامًا عما كانت عليه أثناء وقبل حرب الفرقان، فالإدارة الأميركية التي أمضت 100 يوم في الحكم ما زالت تستكشف الطريق في المسألة الفلسطينية في ظل أزمات خانقة تلازمها، ليس أولها الوضع في العراق وفي أفغانستان وليس آخرها الأزمة المالية التي تشترك فيها مع معظم أقطار العالم، لا سيما الغربي.
في غزة لا زال يتواصل الحصار الظالم، وفي نفس الوقت يتواصل ويتعزز الصمود الأسطوري، مما يقوي موقف المقاومة ويؤكد شرعيتها.
أما حكومة العدو الصهيوني المتطرفة، فترسل رسائل \"غير مشجعة\" بالمفهوم الغربي بالنسبة لعملية التسوية، ولا تكني بل تصرح بالعداوة والاستيطان والتهويد، وإدارة الظهر لعملية التسوية بكاملها، مما يجعل رئاسة السلطة وفتح في حرج شديد ومن ورائها النظام العربي المعتدل، ورغم ذلك تشن فتح حربًا شعواء على المقاومة، وكأن محاربة المقاومة برنامج لا علاقة له بالوضع السياسي مدعوم من قبل الولايات المتحدة، وتردد مؤخرًا أن واشنطن ستصرف المزيد من الأموال لتدريب المزيد من القوات الأمنية في الضفة الغربية.
على المستوى العربي \"المعتدل\" وخاصة المصري التي كان أول اتصال عربي مع حكومة العدو الصهيوني عبر وزير مخابراتها، لا يزال النظام المصري يصدر أزمته الداخلية وأزمة تراجع تأثيره باتجاه المقاومة من حزب الله اللبناني إلى حماس إلى سورية وأخيرًا إلى إيران التي يعرف الجميع أنها تدعم المقاومة.
فوق هذا وذاك، تدل المؤشرات الكثيرة عبر تقارير ودراسات من هيئات دولية ذات قيمة عالية، على فشل سياسة العزل والحصار في كسر هامة حماس، التي لم تكسرها أيضًا حرب إجرامية طيلة 23 يومًا.
بدأت جولة رابعة لحوار المصالحة الفلسطينية في القاهرة اليوم الثلاثاء 28/04/2009، ذلك الحوار يحمل في داخله عوامل نجاح بنفس نسبة عوامل الفشل. ولا يتعلق الأمر هنا بالأفراد، ولا بالفصائل، ولا بالنوايا الحسنة أو السيئة لهذا الطرف أو ذاك. فقضية المصالحة ذات أبعاد محلية وعربية ودولية، وبحسب القدرة على فهم تلك الأبعاد ستتحدد النتائج.
المصالحة ضرورية ويجب أن تنجح؛ لأنها مصلحة فلسطينية أولا وآخرًا، مصلحة من أجل مواجهة الاحتلال، ومن أجل منعه من مواصلة ابتلاع الأرض الفلسطينية، وتهويد القدس، وتدمير الأقصى، وحتى تنجح المصالحة ببعدها المحلي هذا، لا بد لحركة حماس من إدراك قيمة فتح التاريخية، والتعامل معها كتيار عريض داخل الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت العمل على استغلال قبولها في الأوساط العربية والدولية، وتوظيفه لصالح الحركة.
وبالمقابل فإن على حركة فتح إدراك قيمة حركة حماس، كتيار شعبي فاعل، والاعتراف بهذا التيار، والتعامل معه كأمر واقع لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه. ليس لأن حركة حماس قوية، بل لأن العمل المقاوم الفلسطيني يحتاج إلى تكريس القاعدة القائلة بضرورة استيعاب أية قوة شعبية تظهر أثناء مسيرة المقاومة، وباعتبار أن عملية الاستيعاب هذه ضرورة من ضرورات الوحدة الوطنية.
يمكنكم تحميل الدراسة كاملة من خلال المرفقات