كيفية اتخاذ قرار الحرب عند الاحتلال ... نظرة من الداخل
خلال ورشة إلكترونية
معهد فلسطين للدراسات: في ظل المرحلة الراهنة لا يوجد عامل قوي يدفع إسرائيل بشن حرب على غزة
نظم معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية ورشة الكترونية بعنوان (كيفية اتخاذ قرار الحرب عند الاحتلال رؤية من الداخل) وذلك أول أمس بحضور ضيف الورشة الالكترونية والمتحدث الأستاذ حسن لافي الخبير في الشأن الإسرائيلي وعدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية ومشاركة عدد من المفكرين والباحثين في الشأن السياسي الفلسطيني والاسرائيلي.
وأكد حسن لافي أن قرار الحرب في دولة الاحتلال لديه أبعاد خارجية ليس فقط القرار الاسرائيلي من يحسم القرار بل تبحث إسرائيل عن شرعية دولية للحرب، لأنهم يدركون جداً أنه في حال الذهاب للحرب يجب أن يقتنع المجتمع الدولي بالحرب وأنها مبررة.
وتابع لافي أن قرار الحرب يأتي بالشراكة بين إسرائيل والشريك الأساسي أمريكا وبعد ذلك الأوروبيون الذين على الاقل يكون لديهم السكوت من 10 إلى 15 يوما عن هذه الحرب لكي تبدأ أوروبا في الحديث عن إيقاف الحرب وتكون اسرائيل أنهت مهامها من الحرب.
وتخوف لافي من دخول إسرائيل في مواجهة مع المقاومة في قطاع غزة نتيجة فعل ميداني خطير مثل سقوط صاروخ على روضة أطفال وقتل عدد من الأطفال أو سقوط الصاروخ على عدد من المستوطنين وقتل منهم حينها بالتأكيد إسرائيل لا تحسب حساب إلى المبررات وستدخل في مواجهة ومعركة مع قطاع غزة.
وأشار لافي إلى سمات شخصية كوخافي رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي التي تتسم بالقتل والدم حيث قام بتشكيل لجنة استشارية من القانونيين في الجيش بهدف البحث عن كيفية تغطية الجيش الاسرائيلي في حال حدوث مجازر وكيف يتم تسويق ذلك؟ لذا قام بتسويق فكرة أن قطاع غزة يشكل تهديداً لأمن إسرائيل كحزب الله في لبنان وأن حزب الله وحركة حماس الهدف لديهم واحد وهو القضاء على إسرائيل ولديهم إمكانيات تهدد أمن إسرائيل، هذه الفكرة قد تدعو الفلسطينيين إلى الانبهار بقدرات المقاومة ولكن الهدف من ذلك وهو ايجاد شرعية قانونية للحرب على غزة ولما بعد الحرب في حال الذهاب إلى المحاكم الدولية.
وقال لافي: "كخافي يعتبر من الشخصيات كما يطلقون عليه في الأوساط العسكرية الإسرائيلية عبقري التكتيك والتنفيذي في الميدان كذلك عبقري في وضع الخطط الميدانية والارتجال اثناء المعركة بكل بساطة وبسرعة حيث قام في حرب 2006 بضع ثلاث خطط عسكرية".
ونوه لافي إلى الخطة التي يسير عليها نتنياهو وهي خطة احتواء قطاع غزه بمعنى أن المواجهة مع قطاع غزة لا تعتبر مواجهة استراتيجية، لأن قطاع غزة يعد طرف من أطراف الاخطبوط والمواجهة الاستراتيجية تكون مع الاخطبوط نفسه إيران كما يسميها والسير تجاه استراتيجية تجفيف منابع النهر وليس محاربه روافد، ولذلك ركز نتنياهو منذ السنوات الأخيرة أنه يحارب إيران مركز القوة اقتصاديا وعسكريا.
ورجح لافي أنه لا يوجد عامل أو تأثير قوي يدفع إسرائيل بشن حرب على غزة أو لبنان في الوقت الحالي لأن إسرائيل لديها مصلحة استراتيجية أكبر في استمرار الاستيطان وتهويد القدس وحسم ما يسمى بأراضي اسرائيل الكبرى وعملية التطبيع ومواجهة أزمة كورونا داخل الكيان ومواجهة إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحدوث الحرب يؤدي إلى تأجيل تلك المصالح الاستراتيجية، بالتالي لا مصلحة إسرائيلية في الوقت الحالي تفعيل ملف قطاع غزة.
وأوضح لافي إلى الأخطاء الشائعة لدينا أننا نعتقد أن جهاز الشاباك في إسرائيل عامل مؤثر في الذهاب الى الحرب والحقيقة هي أن نسبة قرار جهاز الشاباك من أدنى المستويات والنسب حين مشاورته في قرار الحرب، وأعتقد أن شعبه الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الاسرائيلي هي التي تعطي التقدير الاستراتيجي بالذهاب للسلم أو الحرب.
يشار إلى أن معهد فلسطين للدارسات الاستراتيجية مؤسسة بحثية تُعنَي بالدراسات والتقارير الاستراتيجية وعقد اللقاءات التفاكرية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والقانونية، وتقديمها للرأي العام وصناع القرار