ثورات الربيع العربي كيف والي أين؟

بعد تعاقب الثورات العربية التي تدحرجت من دولة لأخرى، واستلهام وتطلع الأمة العربية لمستقبل يلبي حاجاتها وتطلعاتها وإرادتها بعد أن شهدت الأمة العربية سنوات عجاف طيلة الفترة الماضي من احتلال أجنبي وانقيادها لأنظمة سلطوية قمعية متمترسة في الحكم، وكلنا نعلم إن أغلبية الأنظمة العربية التي أتت بعد سقوط الخلافة العثمانية هي صنيعة أجنبية ووجودها مرتبط بتمرير سياسات المرجعيات والأجندات الأجنبية والخارجية على شعوبها الكادحة منذ زمن طويل.

 في القرن الواحد والعشرين وجدت الشعوب العربية أن هذا الوقت يمثل لها فرصة مناسبة لكي يتحرر الأنسان العربي من عبودية النظام الحاكم ومن المعاناة والظلم الذي مورس عليه طيلة الأعوام الماضية، فتوالت الشعوب العربية لتبدأ انطلاقة الحرية من الارض المقدسة فلسطين وتحديداً من قطاع غزة ومن ثم تتوالى سلسلة التحرر الي الأقطاب العربية الأخرى فمنها تونس، اليمن، ليبيا، مصر، سوريا...

 المتتبع لما حدث في الدول العربية وثوراتها الشعبية يجد بأن الثورات كانت في مسارها الصحيح ونابعة عن رغبة في التغيير ورغبة في التجديد والنهضة والتنمية والتحرر من التبعية الخارجية، لكن ذلك لم يرق للأنظمة التي عزلتها واسقطتها، الثورات الشعبية فقد اتبعت تلك الأنظمة سياسة قذرة هي ومرجعياتها وحلفائها، تتمثل في تسليم الساحة لفترة زمنية ومن ثم ترميم عافيتها والعودة الي الحكم من خلال طرق غير شرعية منها الانقلابات وافتعال الأزمات السياسية والاقتصادية وغيرها....

بينما سياسة الحلفاء والمرجعيات الدولية لدول الربيع العربي تمثلت في اتجاه توفير الغطاء المالي والدولي حول الاعتراف بالحكومات التي جاءت على انقاذ الدماء التي نزفت من الشعوب وعلى إرادة الشعب التي تعتبر إرادة مسلوبة ولا يوجد شيء اسمه إرادة شعبيه في قاموس هذه الأنظمة المترهلة والمنكشفة.

في ظل انكشاف معالم اللعبة الهزلية والمخططات التي تحاك ضد الشعوب العربية من قبل دول الغرب وبمشاركة ومباركة حفنة مما يصفون أنفسهم بالقادة العرب الذين ينتمون للأمة العربية، والأمة العربية بريئة منهم، لأنه يخلد في هذه الدول أكثر مما يخلد في بيته ويكيد لشعبه أكثر مما يكيد لدول الغرب.

 من خلال تتبع آلية إخماد الثورات، ومحاولة بعض الجهات أجاهضها أو استغلالها لصالحها في دول الربيع العربي، يستوجب علي الشعوب الوقوف وتقيم ما حدث، وتصويب هذه الثورات نحو المسار الصحيح، ورص الصفوف، لمواجهة مخططات الدول الغربية التي تهدف الي اشغال الدول العربية في أنفسها، حتى لا تتصاعد المواقف العربية اتجاهها واتجه حفيدتها في الشرق الاوسط " اسرائيل"، وليعي القادة العرب والمتآمرون منهم، أنه لا صوت يعلو فوق صوت الشعوب، رغم تراجع الموقف الشعبي في بعض دول الربيع العربي، لأن الصوت العربي في حالة مد وجزر يهدأ متي يشاء وينتفض متى يشاء واصوات الشعوب أقوى من الرصاص ولكل زمان ظروفه الخاصة ولا أمان ولا استقرار حتى يتحقق ما ترنو إليه الشعوب.