قناة البحرين خطوة أولى نحو مياه النيل

news-details
أيام دراسية

نجحت دولة الاحتلال الإسرائيلي في جر السلطة الفلسطينية والأردن لتوقيع اتفاقية "قناة البحرين"، بعد أن تم إجراء بعض التعديلات عليها بحيث يتم نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت من خلال أنابيب بدلاً من قناة مائية، مما خفض التكاليف من 15 مليار دولار إلى 300 مليون فقط، إضافة إلى تلافي الكثير من الأخطار البيئية.

المستفيد الوحيد من المشروع هي (إسرائيل)،أما استفادة الأردن والسلطة فلا تذكر وخاصة أن السلطة في نهاية المطاف ستشتري مياهنا من مغتصب أرضنا، وبذلك ستصبح المياه ورقة ضغط جديدة في يد (إسرائيل) على السلطة، ولكن ليس لهذا السبب فقط نجد السلطة مخطئة في توقيع تلك الاتفاقية مع العدو وربما يكون هذا السبب أخفها وأقلها شأنًا
.

نعلم أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مشلولة والمسار السياسي متعثر، فلماذا يتعثر كل شيء إلا ما فيه مصلحة إسرائيلية بحتة؟ وهذا دليل على أن (إسرائيل) نجحت في فصل المسارات التفاوضية الفلسطينية عن بعضها حيث تتقدم في جزء من قضية المياه وتتأخر في باقي القضايا، فهي تعقد اتفاقات مع السلطة وتنسف أخرى حسب مصالحها والسلطة لا تلاحظ
.

مسار الجدار الفاصل الذي أقامته (إسرائيل) تم بناءً على أطماع (إسرائيل) في المياه الجوفية في الضفة الغربية بحيث ابتلع الجدار غالبية الأراضي الزراعية التابعة لمدن الضفة وخاصة في منطقتي جنين وقلقيلية حيث المياه الوفيرة، كما هدمت الآبار الجوفية الواقعة خلف الجدار ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة، ويعاني سكان الضفة الغربية من أزمة مياه تظهر جليا في الخليل، في الوقت الذي تستهلك فيه مستوطنات الاحتلال المياه دون حساب أو عوائق، أما في غزة فإن شح المياه فيها يتهدد سكانها، وكان من الأولى للسلطة أن ترفض توقيع أي اتفاق مع (إسرائيل) قبل تحرير مياه الضفة الغربية بل والأراضي المحتلة عام 1967
.

كان من الممكن لدولة الاحتلال نقل مياه البحر المتوسط إلى البحر الميت دون الحاجة الى السلطة الفلسطينية أو الأردن، وخفض التكاليف اللازمة إلى النصف لأن المسافة بين المتوسط والميت لا تتجاوز 80 كيلو متر بدلا من 180 حتى تصل الى البحر الأحمر، ولكنها اختارت الطريق الطويل والصعب لأنه يقربها من نهر النيل، فاتفاقية قناة البحرين تعتبر اول اتفاقية حول المياه تعقدها (إسرائيل) مع جهات عربية، والتالية ستكون اتفاقية مع مصر لتمتد الأنابيب الإسرائيلية إلى نيلها،ومما يساعد على إنجاز تلك الاتفاقية وجود الانقلابيين في الحكم، وقد تضطر (إسرائيل) للضغط على مصر من خلال أثيوبيا ومشروع سد النهضة الذي ابتدعت فكرة إقامته (إسرائيل) وتعهدت بتمويله مع الولايات المتحدة الأمريكية لخنق مصر والضغط عليها.

فلسطين أون لاين