نائب رئيس الشاباك سابِقًا: يجب احتلال غزّة

news-details
قضايا ساخنة

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

في فيلمٍ وثائقيٍّ بثته هيئة البث الإسرائيليّ (كان) عن عمل جهاز الأمن العّام (الشاباك) خلال الانتفاضة الثنيّة، قال أحد المسؤولين الكبار في الجهاز آنذاك إنّ التنافس بين الوحدات المُختلِفة في الجهاز وفي جيش الاحتلال، كان حول السؤال: مَنْ يُحضِر أكثر جماجم فلسطينيين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة وفي قطاع غزّة، فيما لفت آخر إلى أنّ المُستوى السياسيّ في الكيان أخطأ إستراتيجيًا في اغتيال عددٍ من الفلسطينيين، مثل الشهيد رائد الكرمي في طولكرم، بسبب النتائج الوخيمة التي تحملتها الدولة العبريّة من ردّ الفعل الفلسطينيّ، حيث نفذّت الفصائل عملياتٍ تفجيريّةٍ أوقعت مئات القتلى والجرحى في المدن الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.

والإعلام العبريّ على مُختلِف مشاربه يُسلِّط الضوء دائمًا على عمليات الاغتيال ويُصوِّر للمُتلقي بأنّ الحديث يجري عن سوبرمانيم إسرائيليين يفعلون ما يُريدون في ظروفٍ خطيرةٍ جدًا، لأنّ وفق المعجم الصهيونيّ فإنّ هذه الأجهزة المخابراتيّة هي بقرة مُقدّسة ويجِب التركيز على “قوّتها الخارقة” لطمأنة الإسرائيليين من ناحية، ومن الناحية الأخرى إرهاب وإخافة الفلسطينيين على نحوٍ خاصٍّ والعرب على نحوٍ خاصٍّ.

في هذا السياق، ركّز مسؤول أمني إسرائيليّ رفيع المستوى، في جزء من حواره الصحفي، على الحديث عن القيادي البارز في حركة “فتح” الأسير مروان البرغوثي، مؤكّدًا في الوقت ذاته أنّه لا يوجد زعيم فلسطيني من الممكن أنْ يتنازل عن حق العودة.

واعتبر النائب السابق لرئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، يتسحاق إيلان، (64 عامًا) في الجزء الثاني من حواره المطول مع صحيفة “معاريف” العبرية، على عدة أجزاء، اعتبر أنّه من “الهراء” الحديث عن كون القيادي البرغوثي هو الفلسطيني الوحيد القادر على الحديث مع إسرائيل عن تسوية، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤال الصحيفة إنّ هذا الرجل يجلس على خمسة مؤبدات، وقبل الانتفاضة أخرج خلايا من الأردن قتلوا ضمن آخرين تسفي كلاين، وكنت أنا بين أولئك الذين اعتقلوه، فهو مخرب (مقاوم) قديم وكثير الأفعال، وعلى اسمه خمس عمليات، طبقًا لأقواله.

وذكر إيلان، الذي يتقن 5 لغات هي: الإنجليزية، والروسية، والعربية، والعبرية، والجورجية، أنّ البرغوثي شخص متطرف للغاية، ومن الوهم القول إنه براغماتي، ولو كان يبث براغماتية، ومن اللحظة التي يخرج فيها ليصبح زعيمًا سيختفي هذا، وفي أجواء اليوم لا يوجد زعيم فلسطيني يمكنه أنْ يتنازل عن حق العودة، بحسب تعبيره.

وخاطب محاوره بقوله: سيُقال لك إنّ السلام يصنع مع الأعداء، وهناك حاجة لعنوان يمكنه أنْ يوفر البضاعة، مرجعًا حالة الهدوء التي تسود في الضفة الغربية إلى عمل الشاباك والسيطرة العملياتية للجيش الإسرائيلي، ومن يدعي بأن الفقر يتسبب بالعمليات يكذب، قال.

ورأى المسؤول الأمني ولقبه “الجورجي”، لأنّه مُستقدم من جورجيا، رأى أنّه عندما يكون هناك ما يمكن أن يخسروه، وتكون مجمعات تجارية، وحرية حركة، وخلوي جديد، وطبقة وسطى آخذة في البناء، يكون هناك دافع أقل للخروج في انتفاضة، وهذا يساهم في الهدوء، لكن علينا أنْ نفهم بأنهم لن يتنازلوا أبدًا عن حق العودة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الشخص الأول الذي يوافق على التنازل سيكون الأخير أيضًا، معتبرا أنّ حديث البرغوثي في السجن عن المفاوضات وهم وخيال.

وردًا على سؤال: هل تلاحظ أن الوطن العربي يفقد الاهتمام بهذه القصة؟”، قال إيلان: “في هذه اللحظة لا أرى، لا أجد تغييرًا، خذ العرب في إسرائيل (الداخل الفلسطيني عام 1948)، عندما تتقابل مع أيمن عودة (رئيس القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي) أوْ أحمد الطيبي (نائب في الكنيست)أ اسأله عن رأيه في حق العودة، فالعرب هنا غير مستعدين للتنازل، زعم في حديثه.

عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، قال إيلان إنّه يجب علينا احتلال غزة، كما فعلنا في الضفة ولا توجد طريقة أخرى، مُضيفًا أنّ قائد حماس في غزّة يحيى السنوار حقق لحماس إنجازات غير مسبوقة باستخدام أدوات من العصر الحجري، إنّه مذهل، وتابع قائلاً: أعرف السنوار جيدا والتقيت به في السجن وسألني بأي لغة تريد أنْ تتحدث وقلت له العربية ونقلت له بعض الرسائل إنه عدوّ مرّ وذكي وحكيم، على حدّ قوله.

وأشار إيلان إلى أنّه منذ أن أصبح السنوار قائدًا لحماس بغزة شرع في المسيرات عند السياج الحدودي وإطلاق البالونات والطائرات الورقية ووحدات الإرباك الليلي، وأردف قائلاً: السنوار يعرفنا جيدًا، يقرأ صحف عبرية مثل (يديعوت أحرونوت) و(معاريف)، وهو على درايةٍ جيّدةٍ بالمجتمع الإسرائيليّ.