الكاتب: اياد خالد الشوربجي
من خلال متابعة جولات القتال والتصعيد المتعددة بين المقاومة والاحتلال الصهيوني سيما في فترة ما بين عدوان عام 2014 وحتى الآن، فإن الملاحظ أن كل هذه الجولات لم تتجاوز فيها مدة المواجهة بضعة أيام قليلة، هذا مع ضبط مستويات التصعيد وبقائه تحت السيطرة وعدم انزلاقه إلى مواجهة مفتوحة، على الرغم من أن الأجواء الدولية والإقليمية بالمجمل تعمل بشكل واضح لصالح العدو بما يعطيه مساحة واسعة للتمادي في عدوانه، وهذا يعود في ظني للاعتبارات التالية:
1. تولدت لدى العدو قناعة بأن المواجهة المفتوحة لن تحقق أي هدف سياسي معتبر، وأنه في نهاية المطاف سيعود لنفس مربع ما قبل المواجهة.
2. تقدير الطرفين بأن المواجهة المفتوحة سيترتب عليها خسائر فادحة من الصعب تحملها.
3. تطور قدرات المقاومة بشكل لافت وتعزيز مستوى الردع لديها بما أصبح يشكل المحدد الأبرز في تقديرات العدو الأمنية والعسكرية والتي تشكل الأرضية الأساسية لقراره السياسي.
4. اضطرار الاحتلال للتعايش مع واقع فقدان قدرته على الردع المطلق مع غزة، والذي كان ناجحاً لعقود مع الأنظمة العربية.
5. رغبة العدو في التفرغ لجبهة الشمال والتصدي لإيران، فضلاً عن رغبته في استكمال موجة التطبيع مع بعض الأنظمة العربية الخائبة وعدم التشويش عليها، كما أن استمرار الإنقسام الفلسطيني يشكل مصلحة صهيونية يسعى العدو للمحافظة عليها.
6. بروز العامل الذاتي والمصلحة الشخصية في تفكير القادة الصهاينة ودخولها بشكل لافت ضمن حساباتهم السياسية المرتبطة بالمحافظة على استمرار نفوذهم وسلطتهم وضمان مستقبلهم السياسي والانتخابي، برز هذا العنصر بشكل واضح في سلوك نتنياهو وغيرة من القادة الصهاينة.
7. تناسب ذلك مع العقيدة العسكرية التقليدية للعدو والتي تعتمد الحروب الخاطفة ضمن استراتيجيته القتالية.
8. وجود أسباب خاصة ضاغطة بعدم التمادي في التصعيد واحتواء الموقف مرتبطة ببعض الجولات مثل مسألة الانتخابات في الجولة قبل الأخيرة، ومثل احتفالات ذكرى تأسيس الكيان واحتفالات الأغنية الأوربية في الجولة الأخيرة.