مما لاشك فيه أن إسرائيل تعيش أوقاتاً صعبة بعد مرور ستين عاماً علي إنشائها ككيان مستقل عام (1948م). فبرغم كل القوة التي تملكها إضافة إلى تحالفها مع أقوى دولة فى العالم إلا أنها تشعر بالخوف والرهبة من السنوات القادمة والتي تحمل في طياتها تهديداً حقيقيا لكيانها ووجودها فى المنطقة، وهو الأمر الذي ظهر بشكل مباشر بعد حرب تموز عام (2006م) على حزب الله (الصيف الساخن) حيث استطاعت المقاومة الإسلامية فى لبنان كسر خرافة القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر واختراق الهالة الإعلامية التي كانت تحيط بها مرعبة الدول العربية والإسلامية وشعوبها .
فالقوة التي لا تقهر لم تتمكن من كسر إرادة بضعة مئات أو ألاف من المقاتلين اللبنانيين لمدة ثلاثة وثلاثين يوماً. وبالتالي فان فشلها فى القضاء على حزب الله أو تحجيمه على الأقل أثر نفسياً وسياسياً وعسكرياً واجتماعيا على الكيان بمجمله، وقد اتضح ذلك من خلال نتائج لجنة فينوغراد التي حققت فى حرب تموز المذكورة.
إن تداعيات نتائج هذه الحرب لا زالت تتفاعل حتى اليوم ولا يمكن لها أن تتوقف إلا إذا استطاعت إسرائيل تحقيق انتصار عسكري ولو معنوي في حرب قادمة والتي يمكن أن تكون ساحتها الجنوب اللبناني أو قطاع غزة، خصوصاً وأن إسرائيل وصانعوا القرار فيها يدركون أن حماس تسير على خطى حزب الله فى بناء قوتها العسكرية وهو ما أطلق عليه المحللون العسكريون الإسرائيليون حزبلة حماس الأمر الذي يفرض عليها ضرورة ضرب حماس الآن قبل وصولها إلى مرحلة مشابهة لما وصل إليه حزب الله فيصعب التعامل معها لاحقا.