تهاوي أسعار الأسهم في البورصات العالمية وإعلان بعض البنوك والشركات إفلاسها وانخفاض الاستهلاك وارتفاع أعداد البطالة لم يكن وليد الأسابيع الأخيرة وإنما إلى السنوات القليلة الماضية ، وما تفاقم مشكلة الرهن العقاري إلا إحدى المشاكل المالية في الولايات المتحدة ، وهذه الأزمة تمخضت عن تراكمات من اللامبالاة والجشع اللامتناهي والتواطؤ المستتر بين رأس المال ورجال السياسة والذي استمر منذ بداية السبعينات مرورا بالسياسات الربحية التاتشرية المنفلتة من كل عقال إلى إدارة الرئيس الحالي بوش الابن وانتهاءا بالمغامرات العسكرية الخارجية المكلفة والإنفاق الغير منضبط وغياب الرقابة والشفافية الحقيقية حول مؤسسات إدارة المال .
لقد كرست سياسة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان في عقد الثمانينات من القرن الماضي سياسة ( دعه يعمل دعه يمر ) وترك الاقتصاد يتحرك بكامل حريته مما عزز سياسة التسيب وهيكلة الاقتصاد بما يخدم أصحاب رؤوس المال الكبيرة والشركات المرتبطة معظمها بالطبقة السياسية .