غزة الاقليم المتمرد

news-details
دراسات المعهد

في 27 يوليو 2008 صرح عزام الأحمد لصحيفة الشرق الأوسط، مفادها أن السلطة تدرس جديًا إعلان غزة إقليمًا متمردًا تحكمه عصابة عسكرية، وأن السلطة تدرس إمكانية طلب مساعدة خارجية لإنهاء التمرد في غزة.
يأتي هذا الأمر ضمن سلسلة إجراءات ومحاولات من رام الله  لتقويض الحكومة بغزة، وبما أن الحلول العسكرية أثبتت فشلها وكذلك  في محاولات العصيان المدني، واعتبار غزة إقليم متمرد تأتي كمحاولات جديدة لنفس الهدف، ولكن لماذا الآن هذا التهديد بالذات، لا شك أن الفترة الزمنية غاية في الحساسية، فأولاً أبو مازن أمام استحقاق دستوري خطير وهام وهو بحاجة إلى أن يجدد ولايته الرئاسية، وبدون هذا التجديد سيكون أكثر ضعفاً من الآن وفاقداً للشرعية، إضافة إلى هذا فإن الساحة الأمريكية والإسرائيلية أمام تحديات صعبة من ناحية تغير القيادة بهما، وهذا سيعني أنها قد لا يكونان مستعدان لمساعدة حليفهما عباس في وقت الشدة، على أي حال فإنه من الواضح أن هذه هي إحدى محاولات عباس بشكل عام في محاربة حماس وحكومة غزة بل كل قطاع غزة.
وفي مؤشر خطير على بدء التجهيز لاتخاذ هذا القرار، كشف مصدر دبلوماسي أوروبي أن مقربين من محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، يتولون حملة واسعة النطاق لدى جهات أمريكية وأوروبية للتحريض ضد قطاع غزة وفرض مزيد من التضييق عليه، للضغط على حركة حماس. وأشار المصدر إلى أن النائب زياد أبو عمرو الذي يكثف دعوته لاستخدام القوة من أجل \"تحرير غزة\" مهما كان الثمن، يطالب بسلسلة اقتراحات قانونية وإدارية ومالية من شأنها زيادة وتيرة الحصار المفروض على غزة وزيادة معاناة السكان. وكشف المصدر عن لقاءات جرت مع مسئولين أمريكيين بارزين إلى جانب شخصيات من التيار الديني المحافظ واللوبي اليهودي المؤثر في صنع القرار الأمريكي. ولفت المصدر الأوروبي إلى أن المالكي وعبد ربه كشفا للمسئولين الأوروبيين عن وجود معلومات لديهما بأن الاحتلال الصهيوني سيجتاح قطاع غزة خلال شهر ويقضي على حماس وأنه لا جدوى من أية لقاءات تجريها هذه الدول أو بعض مسئوليها مع قادة حماس في غزة.