تعقيب حول زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس للمنطقة

news-details
الأخبار

أ‌.إياد الشوربجي

رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية 

تمتلك دولنا العربية إمكانات كبيرة للتصدي للضغوط الأمريكية، بل للمناورة والضغط على الولايات المتحدة لتعديل مواقفها، لو امتلكت الإرادة الحقيقية وتسلحت بشعوبها ووظفت مقدراتها، لكن المشكلة تكمن في قياداتها التي تعتبر أن الولايات المتحدة سيدة نعمتها ومفتاح بقائها وضمانة ديمومة حكمها، واعتبارها أن إسرائيل هي بوابتها لواشنطن، وأن القضية الفلسطينية باتت عبئاً عليها ومُهدداً من مهددات استقرار أنظمتها، لذا تتساوق مع مشاريع تصفيتها. 

لذلك فإن المعول الأساسي للتغيير هو على الحراك الميداني، وفي مقدمة ذلك استمرار وتصاعد الانتفاضة الفلسطينية، القادرة على الضغط على الكيان الصهيوني ومن ثم الولايات المتحدة، عبر تهديد وضرب الأمن الصهيوني والعمل على استنزافه. أما الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها فهي مكملة ومؤازرة لحراك الميدان وليست بديلة عنه. 

* ملامح الرؤية الأمريكية للتسوية: 

1.إخراج القدس من الصراع وحسمها لصالح الكيان الصهيوني كعاصمة أبدية له. 

2.إنهاء قضية اللاجئين وإسقاط حق العودة إلا في أضيق صوره وبعيداً عن الأراضي المحتلة التي هُجروا منا عام 1948.

3. ضم نسبة كبيرة من أراضي الضفة الغربية قد تصل إلى 40%، وهي عبارة عن الكتل الإستيطانية الرئيسية والمناطق الأمنية التابعة لها. 

4.إدارة شؤون التجمعات السكانية الفلسطينية في الضفة وغزة من خلال حكم ذاتي عبر كيان منزوع السلاح، تتمتع إسرائيل بصلاحيات أمنية واسعة فيه، ولا تختلف هذه الإدارة كثيراً عن ما يُسمى بالإدارة المدنية للاحتلال. 

5.السعي إلى إنجاز التطبيع الكامل مع العالم العربي والإسلامي، والاعتراف العالمي بيهودية دولة الكيان.

تهدف زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس للمنطقة إلى: 

1.التأكيد على الدعم الأمريكي المطلق لدولة الاحتلال، ودورها الريادي في المنطقة من وجهة النظر الأمريكية. 

2. ترسيخ موضوع الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وتأكيد اتمام عملية نقل السفارة. 

3.المساهمة في إعادة تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة باتجاه الحشد العربي للتحالف مع الكيان الصهيوني من ناحية، وحشد هذا التحالف ضد إيران من ناحية أخرى. 

4.الضغط على مختلف الأطراف للتساوق مع المساعي الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، والقبول بالسقف الصهيوأمريكي المطروح للحل.