لم تتوقف ردود الفعل والتعليقات سواء من قبل وسائل الإعلام المصرية والأجنبية،
أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ أعلن رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سامي
عنان، عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمعة في مصر في آذار/ مارس المقبل، في كلمة
مصورة بثها على صفحته على موقع الفيسبوك.
وبدا أن إعلان عنان كما وصفه البعض، جاء بمثابة إلقاء حجر في بحيرة السياسة
المصرية الراكدة منذ سنوات، وسط تساؤلات كثيرة عن تأثير الخطوة التي أقدم عليها، على
سباق الانتخابات المزمعة ومدى قدرته على منافسة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي
يلقى دعما قويا من العديد من المؤسسات بحكم وجوده في سدة الرئاسة في مصر.
وكان لافتا أن إعلان عنان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية جاء بعد ساعتين
فقط، من إعلان السيسي أيضا ترشحه للانتخابات الرئاسية، وحديثه عن أنه لن يسمح للفاسدين
الذين يعرفهم على حد قوله، من الاقتراب من كرسي الرئاسة في مصر، لكن الملفت أيضا أن
عنان وفي كلمته التي تضمنت إعلانه للترشح، دعا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للوقوف
على الحياد بين جميع من أعلنوا نيتهم الترشح للرئاسة.
ويعتبر كثير من المراقبين أن إعلان عنان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة،
حرك مياه راكده في بحيرة السياسة المصرية، بصرف النظر عن فرصه في الفوز، في ظل حالة
من الجمود السياسي التي تشهدها البلاد منذ سنوات، لكنهم في نفس الوقت يرون أنه يمثل
تحديا حقيقيا وقويا أمام جبهة السيسي، التي سعت خلال الأيام الماضية إلى إبراز حجم
إنجازاته، واعتبرت أنه ضرورة من أجل المضي قدما في استقرار وتنمية مصر، وحمايتها من
الإرهاب.
ويعتبر كثيرون أن عنان وكما أنه ينتمي إلى المؤسسة العسكرية، فإنه أيضا
ينتمي إلى الدولة العميقة، إبان حكم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، حيث شغل
فيها أرفع المناصب العسكرية في القوات المسلحة وهو منصب رئيس أركان الجيش المصري، لكن
كثيرين يرون أيضا أن كلمات عنان خلال إعلانه عزمه الترشح للانتخابات المقبلة بدت وقد
كتبت بعناية.
ويبدو واضحا في كلمة عنان التركيز على العديد من نواحي التقصير للإدارة
الحالية للبلاد، ومعاناة المصريين المعيشية في ظلها، كما يبدو كذلك إبرازه لحرصه على
مشاركة الجانب المدني في إدارة وتسيير الدولة، وقد بدا ذلك واضحا من خلال تسميته لنائبين
معروفين بمعارضتهما الشديدة لنظام السيسي، وهما المستشار هشام جنينة نائبا للرئيس لحقوق
الإنسان والدكتور حازم حسني نائبا لشؤون الثروة المعرفية والتمكين السياسي.
على الجانب الآخر فإن وسائل الإعلام المصرية، وهي محسوبة في مجملها على
النظام الحالي بدأت في شن هجوم على عنان وقال مؤيدون للسيسي، إن عنان لا يملك شعبية
حقيقية في الشارع المصري، وإن الانتخابات ستكشف عن ذلك بوضوح، مشيرين إلى أن الدليل
على أن النظام الحالي لا يخشى ترشح عنان أو غيره، هو عدم سعيه لمنعه أو منع مرشحين
آخرين من الترشح لتلك الانتخابات، وركز الإعلام المصري أيضا في جانب من هجومه على اتهامه
لعنان بأنه من أنصار الإخوان، وهي نفس التهمة التي وجهها نفس الإعلام إلى نائبيه اللذين
أسماهما وهما المستشار جنينه والدكتور حازم حسني.
وأيا كان سير عملية ترشح رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سامي عنان
للانتخابات المرتقبة، فإن المؤكد أنها غيرت كثيرا من أجواء الانتخابات المرتقبة، بعد
أن كان كثيرون يتوقعون أنها ستكون أشبه بالاستفتاء، وأن السيسي سيكون فيها المرشح الأوحد
الذي لن ينافسه أحد.