النصف المملوء

news-details
دراسات المعهد

إن هذه المذبحة الوحشية التي ارتكبتها دولة الاحتلال وما تزال رحاها دائرة، في عدوان غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية، قد أعاد هذه القضية إلى لب وعقل وقلب الأمة العربية والأمة الإسلامية، وأعاد التذكير بشكل العلاقة بيننا وبين الاحتلال الغاشم، تلك العلاقة الصحيحة التي يجب أن تكون، والتي تناساها البعض بعد ابرام اتفاقية أوسلو المشؤومة، التي كانت بوجودها وبوضعها أسوأ ما أصاب القضية الفلسطينية، وأعطى العلاقة مع الاحتلال شكلاً أمنيًا بحتًا، حيث شكلت السلطة وكيلاً أمنيًا أسندت له المهام القذرة، وهي تحافظ على وجودها وعلى رؤوس أمرائها بمقدار ما تنجز من تلك المهام، وجاءت حماس لتعيد السلطة إلى حضن الشعب، وقدمت نموذجًا يختلف جوهريًا مع ما سبق، ومع ما أُريد للسلطة أن تكون، ولهذا استهدفت رموز الحركة الوطنية وعلى رأسها حماس وضربت وقصفت غزة، وهنا يجب النظر من الآن لحالة أخرى تختلف عن السلطة الفلسطينية، وتبني سياسة عمودها المقاومة، واقتصاد مقاوم، واجتماع مقاوم، ولنا فيمن سبقنا دروس وعبر، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.