اليوم الدراسي "المشهد العام الفلسطيني 2016- 2017م"

news-details
الأخبار

تقرير إنجاز اليوم الدراسي "المشهد العام الفلسطيني 2016- 2017م" نظم معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية في فندق الكومودور في قطاع غزة يوم الثلاثاء 11/ يوليو 2017 يوماً دراسياً بعنوان " المشهد العام الفلسطين2016- 2017"، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين والمتخصصين في الشأن الفلسطيني والصهيوني وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، ويقدر عدد الحضور في اليوم الدراسي 140 شخص. وقد ناقش اليوم الدراسي، الذي توزعت أعماله على جلستين، أبرز ما جاء في المشهد الفلسطيني السياسي والاقتصادي والأمني من قضايا وأحداث خلال 2016- 2017م، كذلك ناقش اليوم الدراسي أبرز ما جاء في المشهد الصهيوني السياسي والاقتصادي والأمني من قضايا وأحداث خلال 2016- 2017م. الجلسة الافتتاحية قام معهد فلسطين للدراسات باستضافة الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كضيف لليوم الدراسي، وخلال كلمة الهندي في الجلسة الافتتاحية وصف خطوات السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة، والتنسيق مع الاحتلال بـ "الأعمال القذرة". وقال الهندي إن لم نساعد أنفسنا فعلينا ألا نتوقع المساعدة من أحد في ظل أن الأمة تعيش حالة انهيار، ودعا إلى ضرورة بناء مرجعية وطنية موحدة، مشيرًا إلى أن الاختلاف شيء طبيعي ونحن مختلفون كفصائل وبرامج سياسية. وأكد أننا لا نريد بناء منظمة تحرير جديدة، بل نريد منظمة تحرير لتحرير فلسطين، داعيًا إلى ألا تبقى منظمة التحرير الفلسطينية أداة لتقديم التنازلات. وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، أكد الهندي أن الحديث عن تشكيل حكومة توافق أو وحدة وطنية، وعقد الانتخابات، بحاجة لتشكيل مرجعية وطنية تقرر طبيعة الصراع مع العدو في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى أن "اتفاقية أوسلو انتهت، ونحن أسرى لمؤسساتها" وتساءل الهندي: "ماذا لدى ترمب ليقدمه لفلسطين، وحديثه عن انتهاء حل الدولتين؟، مضيفًا أن "ترمب سيتركنا فريسة لـ "إسرائيل" وفريسة للاستيطان. وأوضح الهندي أن قرنًا من الصراع مع "إسرائيل" انتهى بالتخلي عن 80% من فلسطين واعتبارها دولة لليهود، كما جاء في اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووداي عربة. وقال: "تتسابق الأنظمة لتقديم الولاء والطاعة لترمب، لمحاربة الإرهاب، وهو العنوان الجديد الذي يطل علينا، بحجة محاربة الإرهاب والصراع الطائفي". الجلسة الأولى ( المحور السياسي الفلسطيني) خلص المحور السياسي الفلسطيني من اليوم الدراسي إلى أن أبرز السمات السياسية التي تميز بها المشهد السياسي الفلسطيني للعام 2016م فشل حل الدولتين وتعثر العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والسبب الرئيس لفشل حل الدولتين هو قيام (إسرائيل) بعشرات المشاريع الاستيطانية التي تقوض فرص قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م. لقد حققت الدبلوماسية الفلسطينية بشقيها الرسمي والشعبي إنجازات سياسة أبرزها قرار(اليونسكو) الذي ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وبحائط البراق، ويعتبرهما تراثاً إسلامياً خالصاً، وصدور القرار الأممي المتعلق بتجريم الاستيطان (رقم 2234)، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة وتأثير كبير لحملات المقاطعة الدولية الـ (BDS). أما على صعيد النظام السياسي الفلسطيني فقد شهد العام 2016م عقد المؤتمر السابع لحركة فتح، وتشكيل المحكمة الدستورية، إلا أن ملف إنهاء الانقسام ما زال يراوح مكانه. في المقابل عززت حركة حماس من شبكة علاقاتها الوطنية والاقليمية والدولية لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني. الجلسة الثانية ( المحور الاقتصادي الفلسطيني) خلص المحور الاقتصادي الفلسطيني من اليوم الدراسي إلى أن واقع الحال في قطاع غزة يفرض ضرورة تحرك المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ورعاة السلام واللجنة الرباعية للضغط الحقيقي والجاد على (إسرائيل) من أجل فتح معابر قطاع غزة أمام حركة الأفراد والبضائع كافة، والعمل على إنهاء الحصار الظالم بشكل فوري، لتجنيب قطاع غزة من كوارث اقتصادية واجتماعية وصحية وبيئية، قد تحدث في حال استمر الواقع كما هو. من جانب أخر لا بد من اتخاذ إجراءات فعلية لتعزيز الترابط بين الاقتصاد الفلسطيني والاقتصاد المصري، عن طريق تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين الطرفين، وتغيير ما يلزم منها لمواكبة التطورات الاقتصادية العربية والإقليمية. الجلسة الثالثة ( المحور الأمني الفلسطيني) خلص المحور الأمني الفلسطيني من اليوم الدراسي إلى أن الأراضي الفلسطينية شهدت كما هو حال دول الإقليم عامة، حالة من اندفاع أفكارٍ متطرفة توردها عن قصد جهات خارجية تسعى جاهدة إلى دعم هذه الأفكار لتتحول إلى حالات تنظيمية، تنطلق من افتراضات واقعية مبنية على رؤية دينية غير صحيحة ولا معتبرة، غرضها تحويل المجتمع إلى فئات وجماعات اثنية وطائفية تتنازع فيما بينها، أو إحداث إرباك أمني وضرب السلم الأهلي، ما سيعتبر مدخلاً قوياً للنيل من نموذج "غزة – المقاومة"، ولكن البيئة المحلية المجتمعية في قطاع غزة كانت الأكثر مناعة في صد هذه الأفكار وما أنتجته من حالات شاذة. من جانب أخر لا أحد يتحدث عن فلتان أمني في قطاع غزة بعد أن نجحت حركة حماس من خلال إدارتها للحكومة في غزة بإنهاء هذه الظاهرة، على الرغم من وفرة السلاح بشكل كبير مع فصائل المقاومة في غزة. في المقابل فقد شهدت الضفة الغربية حالة متزايدة من الفلتان الأمني، واستخدام سلاح العائلات، وتوظيف سلاح السلطة خارج القانون، لتحقيق مكاسب شخصية، كما لوحظ ضعف أجهزة السلطة في أدائها المواجه لمظاهر الفلتان، فضلًا عن أن كثيرًا من تلك المظاهر إما أن تكون بسلاح السلطة، أو بأيدي عناصر من حركة فتح. الجلسة الرابعة ( المحور الإسرائيلي) خلصت الجلسة الثانية إلى أن الجيش الإسرائيلي يفتقر في واقع الحال إلى الأدوات المناسبة للقضـــاء على المقاومة الفردية، وحتى قراراته الردعية لم تجد نفعاً بفرض مزيد من الحصار وزيادة الضغط الميداني والقمعي، هذا الأمر الذي دعا قيادة الجيش إلى رفع توصيات إلى الحكومة الإسرائيلية للمطالبة بتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين، وخفض السن المحدد لمنح تصاريح العمل للشباب في الأراضي المحتلة، بالتوازي مع السعي إلى تعزيز مكانة السلطة وتزويدها بالسلاح والمركبات المحصنة والسريعة، لضمان نجاحها في التنقل السريع، وزيادة قدرة أجهزتها على مواصلة دورها في منع الاحتكاك بين الفلسطينيين وبين قوات الاحتلال والمستوطنين عند خطوط التماس في الضفة الغربية المحتلة، ووفق التقديرات الأمنية الإستراتيجية لا توجد رغبة لدى السلطة في اندلاع انتفاضة ثالثة، لكن في حال اندلاع الانتفاضة، لن تنجح قوات الأمن الفلسطينية وقف هـــذه الانتفاضة، والعمليات، ولا حتى فـــي خفض وتيرتها وتخفيف حدتها. اليوم الدراسي في صور معهد فلسطين للدارسات الاستراتيجية مؤسسة بحثية تُعني بعمل الدراسات والتقارير الاستراتيجية واللقاءات التفكيرية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والقانونية، وتقديمها للرأي العام وصناع القرار.