مختصون: قرار اليونسكو الغى مبرر وجود الكيان الصهيوني

news-details
الأخبار


أكد باحثون ومختصون على أن قرار اليونسكو الأخير بخصوص القدس يعد قراراً واضحاً وجلياً ولا لبس فيه ويعد دليلاً وبينتاً لا بد من استثماره في صالح القضية الفلسطينية، لأن بعد التحري والتدقيق والتقييم والاطلاع على المكان والدراسات خرج اليونسكو بهذا القرار الصحيح. 

جاء  ذلك خلال ندوة نظمها معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية التابع لمؤسسة إبداع في مقر المؤسسة بمدينة غزة بعنوان " قرار اليونسكو وانعكاساته على القضية الفلسطينية"، بحضور نخبة من المتابعين والمهتمين.  

وقد ناقشت الندوة، التي توزعت أعمالها على محورين الأول قرار اليونسكو والحق التاريخي في القدس وتحدث فيه الدكتور غسان وشاح أستاذ التاريخ في الجامعة الاسلامية أما المحور الثاني من الندوة دلالات قرار اليونسكو حول القدس سياسيا وقانونيا وتحدث فيه المستشار عبد الكريم شبير المختص في الشأن القانوني. 

وأكد الدكتور عبد الكريم شبير خلال حديثه إن قرار اليونسكو الهام يجب أن يتبعه عدد من القرارات الأممية التي تلزم الكيان الصهيوني وقف مخططاته التهويدية الممنهجة بحق القدس والمسجد الأقصى، ولابد على وزارة الخارجية الفلسطينية والمؤسسات الدولية العربية استثمار هذا القرار الأممي والعمل على حشد الدعم والمساندة الدولية لإصدار قرارات أخرى أقوى تقف في وجه الكيان من أجل حماية القدس والأقصى من خطر الاستيطان الداهم.

وأوضح شبير إن قرار الأمم المتحدة هز أروقة المكاتب الدبلوماسية في الكيان الصهيوني، وهو يقف في وجه الدعاية الصهيونية، ويقف في وجه التقارير الدعائية الكاذبة التي تروجها وزارة الخارجية (الإسرائيلية) حول القدس وتتحدث عن علاقة اليهود بالقدس والأقصى وأنه هناك آثار لليهود أسفل المسجد الأقصى، حيث إن مثل هذه القرارات الأممية تقف عقبة أمام الدعاية الصهيونية وأمام ما يسعى الكيان لترويجه أواسط المجتمع الدولي كما أنها تحرج الكيان في المؤسسات الأممية.

وتابع شبير بالقول "العالم والدول الكبرى رغم تحالفاتها وعلاقاتها القوية وغيرها مع دولة إسرائيل، لن تستطيع منح الشرعية للاشرعية، سيصعب على العالم قبول العبث بالتراث الثقافي والديني للجميع، ولن يكون من السهل السكوت على الانتهاكات لفترة طويلة؛ إذ كيف سيتفهم العالم منع الفلسطينيين دخول مدينة القدس التي يرتبطون بها اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وتعليميا وروحيا....؟"


وأشار في حديثه "إن كل ما تصنعه إسرائيل يحرج العالم، ويغضبه، وهو إن سكت على مضض، لن يطول سكوته، وأنه في الوقت المناسب، سيكون للأمم المتحدة فعل لا مجرد قرارات، وما قبول فلسطين كعضو إلا خطوة كان لها ما بعدها، وسيكون لها".

ومن جانب أخر تحدث الدكتور غسان وشاح إن ما يدمي القلب أن تجد اليهود المغتصبون الطغاة يتحدثون عن حقهم التاريخي في القدس وفلسطين ،في حين يقف بعض قادة فلسطينيين عاجزين أمام هذا الإفتراء من مثقفينا وسياسيينا من يعجزون عجزا مهينا ويبدون افتقارا فاضحا أمام الدعاوى التي يسوقها العدو لإسناد عدوانه بما يزعم لنفسه من الحق في القدس وفلسطين وما يتعزز به من نصوص التوراة ومسارات التاريخ. 

وأكد وشاح أن النصر الثقافي والإعلامي في هذا الصراع لا يقل أهمية عن النصر العسكري أو السياسي أو القانوني إن لم يكن أعلى وأجدى باعتباره ممكنا من ناحية ولضرورة تجريد العدوان من أي غطاء أخلاقي يتظلل به من ناحية أخرى .

وأضاف وشاح: إن ما يتعلق بالحق التاريخي فهم يزعمون أنهم دخلوا فلسطين عام 1400 ق.م وأنهم أقاموا دولة فيها وأن وجودهم استمر عبر كل الأزمان بعد ذلك ما يعطيهم حقا في فلسطين بهذا المعنى التاريخي .. وأقول: إن سلطتهم لم تقم منذ دخلوا فلسطين إلا 113 سنة فقط في الفترة ما بين 1050 ق.م - 937 ق.م في حين أن تاريخ فلسطين المدوّن والمعروف يتجاوز الخمسة آلاف عام؛ فهل يلغي قليلهم كثير غيرهم؟ وإن كان التاريخ يعطي حقا فماذا عن حق أهل البلاد قبلهم وبعدهم لآلاف السنين؟

يشار إلى أن معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية يسعى المعهد إلى مواكبة التطورات والمستجدات على الصُعد السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, محلياً وعربياً ودولياً, وتحديد أفضل سُبل الاستجابة لها، وصياغة الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني العليا, وخدمة قضيته العادلة, من خلال القيام بالأنشطة البحثية والحوارية المختلفة.