ازدادت في العقود الأخيرة من القرن الحادي والعشرين أهمية مراكز ومؤسسات البحوث والدراسات الإستراتيجية على مستوى العالم بشكل واضح وملحوظ، حتى أصبحت أحد المؤشرات التي تدل على تطور الدول وتقدمها، انطلاقاً إلى التغيير والتحديث، وصولاً إلى مستقبل زاهر، حتى أصبحت البحوث والدراسات العلمية أهم ركائز العمل في الدول المتقدمة، بما يمكنها من القدرة على امتلاك مستقبلها، حيث تمكن المسئولون وأصحاب القرار من التعرف على الواقع والتخطيط له وفق أسس علمية واضحة المعالم إلى حد كبير، في ظل معطيات وشواهد الواقع، بما يمكن صاحب القرار من اتخاذ قرارات ذات مضمون يتماشى مع مؤشرات المستقبل بقدر من الاطمئنان.
لهذا أصبح المتطلب الأساسي العمل على تفعيل دور مراكز البحوث والدراسات في شتى متطلبات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية وغيرها، باعتبارها الطريق الآمن لإيصال المعرفة المتخصصة إلى صاحب القرار، عن طريق ما تصدره المراكز من بحوث ودراسات ومؤتمرات وندوات ودراسات استطلاعية، بما يضمن معرفة الواقع في إطار علمي واقعي.