توصيف الواقع الاجتماعي
1. لقد تعرض قطاع غزة في الحرب الأخيرة لكثير من الدمار في الممتلكات المادية ، والأرواح، وهذا بدوره كان له أثر كبير في أوجه الحياة النفسية ، والاجتماعية والاقتصادية، وخلّف دماراً في البنية التحتية، والممتلكات وآثاراً ملموسة على من يتعرضون لها، وما له من نتائج وتداعيات للواقع الذي يمر به الشعب الفلسطيني في غزة من النواحي النفسية والانفعالية، نتيجة معايشتهم لهذا الدمار المادي من هدم للبيوت على ساكنيها والإصابات الجسدية المشوهة، والترويع والقتل، وهذا بدوره يؤثر على أعماق النفس البشرية، من دمار نفسي وانفعالي يلحق بالمتعايشين لهذه الانتهاكات على مختلف أشكالها حتى بعد انتهائها. وهو ما ينتج عنه من آثار نفسية ما بعد الصدمة، جراء استخدام الاحتلال الإسرائيلي العنف.
2. لقد نتج عن العدوان الأخير على غزة ارتقاء 2174 شهيد، منهم 1743 مدني و530 طفل و302 إمرأة و64 غير معروفين و340 مقاوم.
870 10 جريح، منهم 303 3 طفل و101 2 إمرأة، بينما ثلث الأطفال الجرحى سيعانون من إعاقة دائمة.
145 عائلة فلسطينية فقدت 3 أو أكثر من أفرادها في حدث واحد وإجمالهم 755 فرد قتل.
3. سعى الكيان الإسرائيلي لاستهداف شريحة مهمة من المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة آلا وهي فئة الأطفال لأنها تعتبر العماد الناشئ للأجيال القادمة، إذ أن أية اضطرابات يعاني منها هؤلاء الأطفال سوف تنعكس سلبًا على مستقبلهم.
4. ارتكاب العدو مجازر جماعية أبرزها مجزرتي كائلتي كوارع وحمد واللتين ارتقيا فيهما ثلاثة عشر شهيدا بينهم أطفال ونساء بعد أن استهدف منزليهما، فهي سياسة قديمة جديدة يهدف من خلالها الاحتلال زرع الخوف في نفوس المواطنين حتى ينفضوا عن المقاومة، سياسة جربها الاحتلال في الماضي وفشل في جني أي نتيجة إلا مزيدا من الإجرام والإرهاب والقتل وهذا جزء من عقيدة يهود.
5. عند الدخول إلى مدرسة النازحين الذين اجبروا على مغادرة منازلهم تحت القصف الاسرائيلي يثير في النفس الألم والحزن على حال الناس ومعاناتهم ومشاهد البؤس والتشرد في عيون الناس الذين ينتظرون الفرج والأمل، ومنهم من دون امل فقد دمرت بيوتهم بالكامل، ولم يتبقى منها سوى اطلال، وفقدوا احلامهم وذكرياتهم ومقتنياتهم. الازدحام وطوابير الاطفال يحملون الجالونات لتعبئة مياه الشرب، والحر الشديد والتعب والإرهاق والحزن في عيون الاطفال والنساء والرجال.
الآثار النفسية للعدوان
أن الحرب الأخيرة تختلف عن الحروب السابقة في غزة، إذ ألحقت ضرراً كبيرا ًجداً في السلوك النفسي لدى المجتمع، بسبب ارتفاع أعداد الضحايا والجرحى وعشرات آلاف المنازل المدمرة. وكلما زاد ارتفاع العنف ساءت وارتفعت معدلات ما بعد الصدمة، ولعل أبرز الأثار النفسية الناتجة عن العدان تتمثل في: -
1. شعور الفرد بالحزن والأسى والبكاء نتيجة رؤية المشاهد المؤلمة والوضع المأساوي للأصدقاء والجيران.
2. شعور الفرد بالتعب وعدم الأمن والقلق والخوف وذلك بسبب الهمجية التي اتسمت بها الحرب؛ فقد استخدمت فيها أعتى الأسـلحة ضد البشر من صواريخ وطائرات فتاكة وأسلحة محرم ة دوليا، ناهيك أن القصف كان عشوا ئياً ومكثفاً
3. شعور المرأة بالحيرة أمام الأطفال وخاصة أنها المسئولة عن حمايتهم وهي غيـر قادرة على حماية نفسها.
4. الشعور بالغضب وازدحام الأفكار وكثرة النسيان.
النتائج المترتبة عن العدوان اجتماعياً
1. ثبت من جميع الحالات النفسية بان المجتمع نسبة كبيرة منه مصابون بالاكتئاب والخوف والفزع والقلق مما حدث وما سوف يحدث في المستقبل.
2. إن بناء الإنسان أهم من بناء الحجر مع أننا لا نقلل من وجود وأهمية بناء المؤسسات والمساكن للمواطنين للعمل والإيواء والطمأنينة.
3. عدم وجود ملاجئ للسكان والمواطنين أسفل كل بيت وكل مسكن بالطريقة الهندسية العمرانية المسلحة والسليمة وبإشراف هندسي عمراني عمل على زيادة وكثرة الإصابات الصعبة وكثرة الشهداء، بسبب عدم وجود أماكن آمنه كما هو موجود داخل التجمعات السكانية الإسرائيلية.
التوصيات
1. على المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وحقوق الطفل بالنظر لواقعهم والسعي إلى التدخل الفوري والسريع لمساعدتهم وإخراجهم من الواقع المزري والحزين الذي يعيشونه بشتى الوسائل والأساليب التي تضمن حقوقهم وحقوق ذويهم.
2. إنشاء وتطوير مراكز الإرشاد والدعم النفسي لتقدم التأهيل والتدريب والعلاج النفـسي الـلازم ضمن برامج علاجية متراكمة "وخصوص ا للجرحى والمعاقين".
3. تعزيز وتدعيم الأمن التربوي في الجامعات والمؤسسات التعليمية من خلال الإرشادات والتوجيه والوسائل الإيضاحية والوسائل المرئية كالتلفاز والفيديو.
4. تعزيز وتثبيت الدراسات والعلوم القرآنية في المؤسسات التعليمية المختلفة، ورياض الأطفال والبراعم من اجل تعزيز وتقوية الخطوط الدفاعية النفسية داخل الإنسان حتى تكون لديه في أي وقت الجاهزية للصمود أمام الصدمات المفاجئة والصدمات المؤلمة إثناء الحرب وبعده.
5. يجب على أصحاب القرار والمسئولين وخاصة في وزارة الإسكان بأنه بعد تجربة الحرب الأخيرة على غزة وما أحدثته من خسائر بشرية وعمرانية وبيئية وغيرها أن يضع المسئولين في أولوية جداول أعمالهم للبناء والسكن وبناء المساكن المدمرة أن يتم بناء " ملاجئ خرسانية وحصينة تحت كل بيت من اجل حماية أرواح المواطنين وخاصة المشاريع والمساكن التي سوف يتم بناءها على ارض قطاع غزة.
يجب تعزيز الروح " العقائدية، الدينية " في نفوس الأطفال والكبار، لأنها تساعدهم في تعزيز الأمن التربوي والنفسي داخل خطوط الدفاع النفسية للإنسان مما تعمل على تعزيزها وتقويتها، بأنه لا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا