الضفة الغربية .... القنبلة الموقوتة بوجه إسرائيل

news-details
أقلام واراء

مما لا شك فيه أن الضفة الغربية كانت ولا زالت رأس حربة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، فهي كالقنبلة الموقوتة التي إذا ما انفجرت عمّ صداها على المنطقة كلها أمّا لهيبها فيحرق حكومة الاحتلال الصهيوني، وشظاياها تصيب جنوده ومستوطنيه في كل وقت وحين فتوقعهم ما بين قتيل وجريح. 

 

فمنذ اعلان قيام ما يسمى دولة إسرائيل عام 1948م على أراضي فلسطين المحتلة، اعتُبر الكيان الصهيوني دولةّ محتلة ليس لها وجود على الخريطة، وليس لها حدود سياسية ثابتة أو محددة، ونظراً لذلك فقد شكلت هذه الحدود الغير ثابتة الخطر الكبير على كيانهم ومن أهم الحدود التي تشكل خطراً على كيانهم هي حدوده مع الضفة الغربية والأردن والتي تعد الأطول بطول 561 كم، وبذلك ظلت تشكل خطراً كبيراً على دولتهم المزعومة وذلك لإشرافها على الثقل السكاني لدولة الكيان الصهيوني.

والمتتبع للأحداث الجارية يجد أن الأمور خرجت عن السيطرة في الضفة الغربية وذلك بعد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية والتي أدت إلى خسائر كبيرة في جنود ومستوطنين الاحتلال، وتميزت هذه العمليات بأنها متنوعة ما بين عمليات الدهس والطعن وتفجير العبوات الناسفة وعمليات إطلاق النار، وهذه العمليات تكشف أن الواقع في الضفة الغربية أصبح أسوء بكثير مما يظنه الاحتلال.

 ووفق تقرير للجزيرة فقد صنف عام 2023 هو الأصعب على الكيان الإسرائيلي فإن 35 صهيونياً قتلوا ما بين مستوطنين وجنود، وتعتبر هذه الحصيلة هي الأعلى منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية ومقارنةً بالعام الماضي 2022م الذي شهد مقتل 29 صهيونياً على مدار العام.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا انفجرت الضفة الغربية في هذا الوقت وما الذي استجد لتكون كابوساً على دولة الاحتلال، وكل تأكيد يرجع ذلك إلى حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة وبرنامجها السياسي المتطرف الذي يدعم الاستيطان والتغوُل على الفلسطينيين في الضفة الغربية وتضم هذه الحكومة متطرفين أمثال "بن غفير" "وسموتريتش" الذي منحه نتنياهو صلاحيات واسعة في الضفة الغربية لضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها ، وتطبيقاً لهذه السياسات فقد أورد تقرير صادر عن وكالة الأناضول أن عام 2023  برز كأعلى عام على الإطلاق من حيث الوحدات (الاستيطانية) المعتمدة اطار الاعتداءات على الضفة الغربية.

وأمام هذه الاعتداءات كان لا بدّ للمقاومة من كلمة لوقف الاعتداءات على الضفة الغربية وسكانها أمام تغوُل حكومة الاحتلال المتطرفة فصعّدت المقاومة من عملياتها وبشكل نوعي وبكافة الوسائل وهو ما جاء على لسان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري "أن الضفة الغربية المحتلة ستعود إلى صفحات المجد، وهي تخوض معركتها ضد الاحتلال والاستيطان" ، داعياً كل شباب الضفة للقيام بالعمليات الجهادية في كافة المواقع والأماكن وبكافة الوسائل في اطار الرد على اعتداءات المستوطنين وحكومتهم.

 

ختاماً لقد أثبتت المقاومة في الضفة الغربية من خلال تصاعد عملياتها العسكرية أنها قادرة على إيلام العدو وجعله يتخبط أمام الضربات لموجعة التي يتلقاها وهو غير قادر على حماية مستوطنيه وجنوده، والسؤال الأهم هنا هو إلى أي مدى يمكن للعدو الصهيوني أن يصمد أمام ضربات المقاومة وهل سيقبل على خطوات تجعله يدفع الثمن باهضاً.