مخرجات الحلقة النقاشية حول سيناريوهات الانتخابات التركية وأثرها على القضية الفلسطينية
اقام معد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع مركز صواب للجودة والاستشراف التركي حلقة نقاشية ناقشت فيها سيناريوهات الانتخابات التركية 2023 وأثرها على القضية الفلسطينية وذلك يوم الجمعة 5 مايو 2023 وقد ادار الحلقة الأستاذ محمد الأغا الباحث في الشأن الإقليمي بمعهد فلسطين وأثنى على الجهد المشترك بين المعهد ومركز صواب التركي .
ومن جانبه أكد الأستاذ رامي الشقرة على ضرورة الاهتمام بالانتخابات التركية وما سينتج عنها لطبيعة الدور التركي في المنطقة باعتبارها من أهم الدول الإقليمية ودورها التاريخي وعلاقتها بالشعب الفلسطيني والاستفادة والاستثمار في الواقع الدولي الجديد ومجموعة التحولات التي تلقي بظلالها على المشهد وخصوصاً بعد العديد من المصالحات الإقليمية والعربية والتي يمكن أن تؤثر ايجاباً على القضية الفلسطينية.
وقد تحدث الدكتور محمد رشيد أوغلو عن الاثار السياسية الخارجية التركية وأن تركيا تجري انتخابات مهمة رئاسية وبرلمانية وأهميتها لدى الجميع على اعتبار أنها تأتي في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية لذلك تعد هذه الانتخابات تاريخية وحاسمة لكل الأطراف.
شاهدنا في السنوات الماضية السياسة الخارجية لتحالف الجمهور الحاكم بقيادة العدالة والتنمية، أنه محل انتقاد من المعارضة، مما يدفع للاعتقاد أن تؤدي نتائج الانتخابات لتعاطي تركيا مع السياسة الخارجية ونفوذها العسكري الخارجي كذلك.
في حالة فوز رئيس جديد أو حصول المعارضة على أغلبية كبيرة في البرلمان، بما يسمح لها التدخل بشكل أوسع في رسم معالم السياسة الخارجية.
لان النظام في تركيا رئيس وليس برلماني، ركزت الدراسات على نتائج الانتخابات الرئاسية الحالية مع افتراض سيناريوهين:
السيناريو الأول/ فوز أردوغان:
موضوعنا اليوم يتعلق بعلاقة تركيا بالغرب والدول العربية، فالقضية الفلسطينية في مركزها يوجد الدول العربية وأوروبا، فالكيان الصهيوني احتل فلسطين بمساعدة بريطانيا وأميركا.
السيناريو الأول يستند تحليل السياسة الخارجية التركية بعد فوز أردوغان على السياسات الحالية، أي سيستمر في بنفس السياسة، فمن غير المتوقع بحصول انقلاب جذري في السياسة حتى وإن حصل بعض التعديلات.
من المتوقع أن تكون على الشكل التالي:
اللاجئين: لكسب أصوات من المعارضة كان موقف أردوغان أنه سيحاول مساعدة اللاجئين بأن يذهبوا إلى سوريا (شمال سوريا) حيث الوجود التركي العسكري، في حين تحاول تركيا تطبيع العلاقات مع النظام ولكن هذا صعب ولكنه متوقع قبل الانتخابات.
التطبيع مع سوريا: تركيا تحاول تحسين العلاقات مع الكل وليس مع النظام السوري فقط، فكذلك مع مصر والإمارات، وفي حال فوز أردوغان سيستمر في ذلك التحسين مع الكل.
الوجود التركي العسكري خارج الحدود: هذا واضح أن يستمر أردوغان في سياسة إستخدام القوة العسكرية لمواجهة التهديدات، خاصة أن الأحزاب المتحالفة ضد أردوغان في الانتخابات هو أيضا يدعمون العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في تركيا والشمال السوري، هذا واضح.
العلاقات مع الغرب (أوروبا وأميركا): أظهرت العديد من الخطوات التي إتخذتها تركيا في ظل حكومات أردوغان سواء العمليات العسكرية أو الحرص على تطوير الصناعة الدفاعية التركية؛ هي سياسات متوازنة لا تعتمد بشكل كامل على الغرب، وفي هذا السياق التركي حصل التقارب التركي مع الجهات الدولية مؤثرة غير غربية مثل روسيا والصين وشمال أفريقيا، ونتج عنه شراء تركيا لمنظومات دفاع جوي، لذلك متوقع الاستمرار في التوازن، وهذا موضوع مهم كون القضية الفلسطينية مركزها الدول الغربية وأمريكا وروسيا والصين، وأيضا الدول العربية.
لو فاز كمال كوستاروجو فإنه سيكون أكثر تقارباً للغرب وأميركا، فهو وزملائة أقرب للسياسات الغربية تجاه القضية الفلسطينية.
الدول العربية: بفوز أردوغان من المتوقع أن تعود السياسة الخارجية التركية بكامل إلى ما كانت عليه في بداية حكم العدالة والتنمية 2002 حتى 2010، وقد بدأت بالفعل الحكومة التركية بخطوات عملية قبل الانتخابات، وتطورات العلاقات مع مصر والامارات والسعودية يأتي في هذا السياق.
السيناريو الثاني/ فوز كمال كوستاروجو والطاولة السداسية التي تدعمه
1.اللاجئين: يدعمون عودة اللاجئين لكن بدون سياسة واضحة وخطوات وآليات لذلك.
2.العلاقات مع النظام السوري: هم ضد التطبيع مع النظام، وهذا يتناقض مع كيفية إعادة اللاجئين.
3.الوجود التركي في سوريا والعمليات خارج الحدود التركية: هم يتبنون فكرة السلام العالمي وعليه فإنهم ضد التدخل والتواجد التركي في سوريا والعراق وليبيا على الرغم أن حزب... كان ممن دعموا التدخل في ليبيا وصوت له في البرلمان.
إنطلاقاً من فكرة السلام العالمي فإنهم لن يدعموا حركات المقاومة الفلسطينية ولن يوفروا لها أي دعم مادي أو سياسي.
4.العلاقات مع الغرب وأميركيا: هم يرغبون بما يسمونه المسار الصحيح للعلاقات إذ يرون أن تركيا جزء من المحور الغربي وليس من محور الشرق الأوسط أو المحور الإسلامي أو أي محور آخر.
لذلك فإنه من المستحيل أن يقولون للغرب نحن ضدكم في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها من الملفات، لأنهم يرون أن تركيا في محور الغرب في النظام العالمي.
5.العلاقات مع الدول العربية: لن يترك دول العرب ولكن لن يكون كما كان أردوغان مع الدول العربية.
وفي قضية فلسطين من الممكن أيضاً أن نقول إذا فاز أردوغان ستظل تركيا لاعب رئيسي في هذه القضية، فرغم تطبيعه مع الكيان الصهيوني إلا أنه ما زال وجود للناشطين والحركات الفلسطينية والإسلامية، فهو لن يترك هذا الملف فهو رجل سياسي وبراجماتي.
أما بفوز كمال فسيتم إتباع سياسة موالية للغرب ولن يتم دعم القضية الفلسطينية بتوجه إسلامي أو على إعتبار أنها قضية المسلمين، فهو وفريقة رغم أنهم مسلمون إلا أنهم يرون القضية الفلسطينية من منظور العدالة فقط، وقد شاهدنا في الـ 60 غيرها تيارات يسارية تركية تدعم القضية الفلسطينية رغم أنهم ليسوا إسلاميين لكن توجههم لم يكن أيدولوجيا.
لذلك من المؤكد القول أن السياسة الخارجية غير واضحة بسبب اختلافات الأحزاب المتحالفة (الطاولة السداسية)، لأننا لا نعرف من سيدير الدولة في ظل رئاسة كمال بينما نائبة سيكون من أحد الأحزاب الأخرى وعليه فلا نعرف من سيكون وزير خارجية ومن وزير دفاع ووو، ولكن في حال فوز أردوغان فالأمور أكثر وضوحاً بشكل عام وسياسته في دعم فلسطين كذلك.
فقد تحدث الدكتور جلال دوران ربما أن الانتخابات داخلية، لكن الأمر مختلف في تركيا فتأثيره داخلياً قليل وأغلب التأثير خارجي. فكم مرة منذ 20 سنة تحصل انتخابات، لكن هذه أول مرة نجد إهتمام خارجي من المسلمين والعرب في هذه الانتخابات.
القضية الفلسطينية قضية مشتركة عند كل المسلمين في العالم وهي رابط للكل وتؤثر على كل الأطراف في العالم، ولهذا السبب كل شيء يؤثر على القضية الفلسطينية لذلك يجب على كل المراكز والشخصيات أن يتابعوا كل المتغيرات العالمية كونها قضية حضارية تاريخية دينية وكل القضايا مرتبطة معها.
منذ سنتين ونحن نتابع شأن الانتخابات ونجري لقاءات واجتماعات دراسية وأيام عمل للتركيز مع المجنسين في تركيا والجاليات والشخصيات المؤثرة كونه يوجد 500000 مجنس، وقد لوحظ أن أكثر الناس إهتماماً ونشراً فيما يتعلق بالإنتخابات هم من المجنسين، وأن أصواتهم في الانتخابات مرتبة ومنظمة ولا خوف منهم ومن توجهاتهم.
الانتخابات الماضية وقبلها كانت انتخابات كلاسيكية، الآن ترون الأمر مختلف فهناك مشاريع ممتازة ينظرها الشعب من 100 عام له أثر على مستقبل تركيا، فهناك طرف يعطي مشاريع وفكر ورؤية لتركيا وطرف آخر لا يعطي مشاريع أو أي أمل.
فبعض العولمائيين يعملون برؤية وبتأثير البروبقانده والرأي العام بشكل قوي، ونموذج بسيط على ذلك انتخابات إسطنبول الماضية حيث نجح رجل شو مان مثل الرئيس الأوكراني وبعد 3 سنوات لم نشاهد أي إنجازات أو تنفيذ صحيح.
والمعارضة الآن نفس البروبقانده لا يقدمون أي مشاريع أو رؤية لتركيا.
فقد تحدثت الدكتورة تمارا حداد وقالت أن هذه الانتخابات في تركيا تعتبر المواجهة الحاسمة بين المعارضة وأردوغان، وهي من الانتخابات الأكثر تعقيداً وهذه الانتخابات أكثر حدة في المواجهة بسبب حالة الاستقطاب بين الطرفين، بمعنى هي استفتاء على واقع الحكم الحالي ممثلا بأردوغان وحزبه أو إختيار برنامج المعارضة.
ربما بسبب شدة المنافسة سيتم حسم المنافسة في أكثر من جولة نتيجة إستطلاعات الرأي التي تقول بأن الفوارق بسيطة لصالح أردوغان.
وأن هذه الانتخابات تأتي في ظروف إقتصادية صعبة نتيجة تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وإرتفاع التضخم، وأيضاً أهميتها كونها تنبع من التنافس وتشابك التحالفات حيث أصبح هناك تحالفات بين أحزاب إخوانية كانت مقربة من أردوغان قد تفككت ولجأت إلى تحالف كمال أوغلو، وبالعكس فبعض الأحزاب العلمانية ذهبت إلى تحالفات، وهذا يعني أن هذه الأحزاب أصبحت تتغير تحالفاتها.
كما إن الأيديولوجية في هذه الانتخابات عالية بمعنى أن كل طرف له قواعد طلبة وقوية في بعض المناطق قد يحسم هذه المعركة وأيضا قواعد صلبة للمعارضة لذلك تتقارب نسب الانتخابات.
أما العوامل المؤثرة:
القضة الاقتصادية التي تلوح بها المعارضة التي تشير أن الواقع الاقتصادي تباطأ.
لكن لاردوغان أصبح له قوة إجتماعية كبيرة في بعض المناطق، وأيضا قوة إنتخابية كإنشقاق حزب البلد الممثل بمحرم إنجه الذي إنفصل عن الحزب الجمهوري من أجل أن يشكل قائمة ليترشح بها، وبالتالي بعض الأصوات العلمانية ذهب إلى أردوغان والعكس صحيح من زاوية حزب السعادة وتحالفه مع كمال أوغلو.
هناك بعض المؤثرات على أردوغان وعلى المعارضة.
وهذا ذاته فيما يتعلق في القضية الفلسطينية، فكمال أوغلو دائما يتوجه ضمن السياق الغربي وبالتحديد أنه كان في بعض الفترات كان يعمل خبير حسابات في فرنسا، أيضا الحاكم الحالي أردوغان إستطاع تعزيز تحالفاته خلال الأيام الماضية بمعنى أنه أصبح توجه نحو روسيا ونحو الصين فبالتي أصبح يستخدم سياسة المسك بالعصى من الوسط بمعنى موازنة العلاقات بين أميركا وإسرائيل وأيضا بين روسيا والصين.
أما القضية الفلسطينية فإنعكاس أنه دائما تعتمد على المحاور، الان هناك تغيرات في الشرق الأوسط وتغيرات إقليمية ودولية، وكل هذه التغيرات تنعكس على القضية الفلسطينية بمعنى أن الانتخابات التركية الحالية سوف تنعكس على سياسة المحاور والتحالفات الإقليمية والدولية، وهي تتغير هذه الخريطة للتحالفات كل يوم بمعنى أن أي تغير مستقبلي في الخريطة السياسة التركية قد تؤثر على القضية الفلسطينية وقد لا تؤثر على القضية الفلسطينية.
ولكن علينا أن نعطي بعض الإيجابيات، أردوغان من الشخصيات التي قدمت للقصية الفلسطينية ولا أحد ينكر ذلك، هو صحيح يمكسك العصا من الوسط لكنه لن يتخلى عن القضية الفلسطينية، بمعنى أن سيحافظ على مسار التطبيع مع إسرائيل لكنه لن يقف يوماً ضد القضية الفلسطينية.
وكذلك سيستمر في تقديم الدعم المالي والمعنوي للجمعيات والمؤسسات كوكالة التعاون والتنسيق وكهيئة الإغاثة وغيرها.
أردوغان سوف يستمر في تقديم المنح للفلسطينيين.
رغم الضغوط الإسرائيلية أردوغان لم بخرج أي فلسطيني من تركيا، لكن المخاوف الفلسطينية من فوز كمال، لماذا؟ لأنه مقرب من الغرب وأميركا وعلاقاته قوية بالاتحاد الأوروبي، لكن التأثير على القضية الفلسطينية مهما كان الفائز ستكون محدودة لأنه المؤثر الأساسي على القضية الفلسطينية هي إسرائيل وأميركا، وإسرائيل الآن في حكومة يمينية متطرفة لم تعطي مجال لأي دولة إقليمية وعالمية بحل القضية الفلسطينية، حتى أميركا لم تعطي حل سياسي وكل ما تتحدث عنه في حل الدولتين هو لذر الرماد في العيون.
وقد قال الدكتور إياد جبر المختص في الشأن التركي أننا كفلسطينيين يهمنا بقاء أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الحكم لفترة جديدة لأسباب مختلفة.
حزب العدالة والتنمية غيرت في أيديولوجيته ثلاث مرات (الديمقراطية المحافظة كبديل عن الديمقراطية الدينية، تحولات الدستور 2007، تحول الربيع العربي وإعادة تعريف مفهوم الأمة وتطهير الداخل وتثبيت النظام الرئاسي ثم التحالف القومي الداخلي) وهذا يعني أن أردوغان وحزبه يلائمون سياساتهم بالوضع الداخلي والخارجي.
التحولات التي حدثت على الدستور أثرت في السياسة الخارجية بدأ من حادثة مرمرة، ثم الربيع العربي، لكن عندما ننظر إلى السياسة الخارجية التركية فيجب أن ننظر إلى إسرائيل كجزء مهم في الموضوع خصوصاً أن الموضوع الفلسطيني هو موضوع إقليمي ودولي في نفس الوقت وتركيا لها مصالحها في سياستها الخارجية.
صحيح قد يتساءل البعض بأن تركيا طبعت علاقاتها مع إسرائيل، لكن هذا في إطار حالة دولية وإقليمية، وربما هذا التطبيع مؤقت وربما دائم، لكن عندما لم يكون تطبيع بشكل كامل.
لنعرف مدى تأثر القضية الفلسطينية لا بد أن ننظر كيف ترى إسرائيل علاقاتها مع تركيا في هذا المجال، فعلى سبيل المثال المقدسات الإسلامية في القدس فكثر من الدراسات تصدر عن رغبة إسرائيل بوصاية سعودية بدل الأردنية على المقدسات لأنها تخشي من وجود تركيا في ظل وجود الأردن لان تركيا تلعب دور مهم في موضوع القدس بالنسبة لتأثير السياسة الناعمة عبر التأثير على الأفراد في المجتمع المقدسي والفلسطيني عموماً، لذلك فإسرائيل ترغب بشكل مكثف بوصاية سعودية.
السياسية الخارجية التركية إذا أستمر أردوغان هي الأفضل فلسطينياً لأن تركيا أصبحت دولة مؤثرة في الإقليم وتدخلت في مناطق مختلفة كسوريا وليبيا ومناطق أخرى كالصومال والعلاقة مع قطر وتأثيرها في الخليج لذلك فإسرائيل وأميركا لا يريدون وجود تركيا كلاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ان تركيا في مرحلة التسعينات وهي المرحلة الذهبية في العلاقة الإسرائيلية التركية وعام 1996 أفضل مراحلها خاصة في فترة كان نجم الدين أربكان جزء من الحكم لكن الدستور كان دستور الجيش فكان العلاقات والسياسات مكبلة بهذا الدستور.
ولكن بدأنا نلمس دور متقدم لتركيا بسبب التحولات التي حدثت على مستوى الداخل، لذلك هذه الانتخابات هي الحدث الأهم لأن إنعكاسة على القضية الفلسطينية مهم وله تأثير كبير لأن أردوغان لديه شعبية على مستوى العالم العربي وتأثير على مستوى الرأي العام ولديه قوة يستطيع أن تساهم في عملية التوازن الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط، وهذا ما يدفعنا للإهتمام بهذه الانتخابات.
ربما ما تحدث به الأخ محمد أوغلو أنه فلو فازت المعارضة لن نعرف من سيحكم أو من سيدير الدولة، في تصوري أنه كان يعقد أنه يوجد 6 إلى 7 أحزاب متحالفة وهي مختلفة أيدولوجيا وبعض أحزاب السداسية كانت ترفض وجودة شخصيا ومطالبات بشخصية أخرى.
كما أنه يوجد إنسحابات متكررة لعدد من الشخصيات والمنتمين لأحزاب المعارضة (300 شخص من حزب داوود أوغلو) وغيرهم من أحزاب أخرى وبعضهم يذهبون لتحالف أردوغان على اعتباره التحالف الأكثر تناسق، وهو الأفضل بالنسبة لنا.
ومن جانبه فقد تحدث الدكتور أنور عطا الله/ في نقطتين أساسيتين:
أولا السيناريوهات وأثرها على القضية الفلسطينية وإهتمام الكيان الصهيوني بها.
الانتخابات هذه هي انتخابات محلية ولكنها بصبغة دولية وعالمية، ومن تابع الانتخابات الامريكية قبل عامين كان جو بايدن يقول انه سيسقط اردوغان ومن تابع أيضا محاولة الانقلاب عام 2016 كم السرور الي دب في الأوساط الصهيونية لخبر سقوط أردوغان لأنه يقف حجر عثرة ضد الكيان الصهيوني.
أريد أن أركز تاريخياً على بعض الأمور، أنه عندما تم إنشاء دولة الكيان بدعم غربي وصمت عربي كان هناك مثلث مهم جداً لدى دولة الكيان (إيران – تركيا - مصر) وهذا المثلث حاولت دولة الكيان بتحييد هذه المثلث لأنه بتحييد هذه المثلث هو انتصار لدولة الاحتلال.
إيران كان محيداً بوجود الشاه وتم تحييد مصر باتفاقية كامب ديفيد وأن تركيا أول دولة إسلامية أقامت علاقات مع الاحتلال.
وبالتالي أي من هذه الدولة إن أقامت علاقات مع الاحتلال أو على الأقل بقيت صامتة، وبالتالي فإسرائيل تنظر إلى تركيا والانتخابات بأهمية نظرا لموقع تركيا، حيث نعلم كم كان النزاع بين أميركا وروسيا على النفوذ في تركيا وحالة الاستقطاب في 60 و70 القرن الماضي.
السيناريوهات الأساسية:
فوز أردوغان بالرئاسة وتحالفه في البرلمان: لن يكون تأثير كبير على السياسة المتبعة حاليا وهي دعم والوقوف مع عدالة القضية الفلسطينية، وهذا يعني إستقرار في تركيا.
فوز المعارضة بالرئاسة وتحالفها في البرلمان: هذا يعني أن حوالي 1800 شخص (من وزراء ووكلاء ومدراء عامون) في السلطة التنفيذية سيتم تغييرهم في الأسبوع الأول أو الثاني بمجرد فوز المعارضة وإستبدالهم بأشخاص من أحزاب الطاولة السداسية، وهذا سيؤدي إلي إضطرابات في السياسة الخارجية التركية حيث سينشغلون في الشأن الداخلي أولاً، وسيحاول الاحتلال بأدواته الموجودة في تركيا بأن يتولى بعض المناصب من هم اقرب إليه من قربهم للفلسطينيين.
فوز أحدهما بالرئاسة والآخر في البرلمان: هذا سيؤدي لنزاع بين السلطتين وإنشغال تركيا بأمورها الداخلية، وهو ما سيؤثر سالباً على القضية الفلسطينية.
في السيناريو الأول والثاني هو أننا كفلسطينيين كيف لنا أن ننسج علاقات مع جميع الأطراف، وكيف نستفيد من عدالة قضيتنا في التسويق لهذا الحق الذي ندافع عن وكيف نقيم علاقات مع كافة مؤسسات الدولة والجمعيات ومكونات الدولة التركية والشعب التركي لا، يوجد إجماع من الشعب على دعم وتأييد القضية الفلسطينية رغم إختلاف رؤى كل طرف، وعليه فالقضية الفلسطينية لا خوف عليها ولكن نحن يجب أن نتصرف بشكل جيد.
ومن جانبه فقد أكد المهندس هاني أبو عكر أن القضية الفلسطينية كمحور أساسي في الانتخابات التركية لا ينظر لها أنه كم ستدفع لفلسطين أو كيف ستدافع عن فلسطين فهذه إستراتيجية، لكن هناك قطب أوحد إستطاع أردوغان أن يفشل مخططات أوروبا وأميركا وإستئثار القطب الواحد، وهذه القضية مهم جداً التركيز فيها، أن القطب والواحد وسياسة القطب الواحد إستطاعت أن تسيطر على العالم، فالآن بحكم أنه استطاع أن يخدم الشعب التركي وأن يضع أمامه الأولوية للشعب التركي عبر كثير من الإنجازات فإنه كان له تأثير وتفاعل كبير على القضية الفلسطينية، فنحن ننظر إليه من عدة جوانب:
الجانب الأول أنه إستطاع أن يردع أوروبا في مخططاتها وفي تمسكها في رواية المحتل، وآخر مثال على ذلك ما إنبثق في البرلمان الفرنسي أن إسرائيل ليست دولة عنصرية، لكن الحقيقية أن الكثير من معاهد ومراكز الأبحاث المهمة أن العالم كله ينتبه لهذه الانتخابات كحدث له تأثيرات عالمية وليست كحدث داخلي خاص بالشأن التركي فقط وكأنها تأثير يستطيع أن يؤثر على إستئثار القطب الواحد أميركا وإسرائيل.
إن دخول وفوز أردوغان يعني إضعاف القطب الواحد، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية ويعني إنبثاق توازنات وتحالفات جديدة في المنطقة تؤثر إيجابياً على القضية الفلسطينية وهذا اهم بكثير من أمور المساعدات التي يقدمها النظام التركي بقيادة أردوغان على أهمية هذه المساعدات.
استطاع أردوغان أن ينقذ العالم من مجاعة حيث استطاع رعاية صفقة تمرير المواد الغذائية في العالم.
فقد تحدث الدكتور عبد العزيز أبو عليان أن الانتخابات هامة وحاسمة لها ما بعدها فقد تحدد مصير تركيا المستقبلي تأتي هذه الانتخابات في ظل واقع إقتصادي صعب وتأتي في ظل مشاريع كبرى يقوم بها الرئيس أردوغان بإفتتاحها كمشاريه النفط والغاز والسيارة الكهربائية والمحطة النوية، وهذه المشاريع لها أثر كبير على الشعب التركي.
السيناريوهات المتوقعة:
سيناريوهات الانتخابات البرلمانية
1.فوز العدالة والتنمية وحلفائه حيث أن من المحتمل ما قبل أن حزب العدالة والتنمية بعد خروج قائمة المشرحين للجمهور تغيرت إستطلاعات الرأي ونظرة الناخب التركي لقائمة الحرية والعدالة حيث كان للحزب قائمة قوية جدا إذا استفادوا من خسارة بلدية إسطنبول وأقر قوانين جديدة داخل الحزب بتغيير المشرحين وإعتماد سياسة جديدة وترشيح الشباب، لدرجة أنه ضحى بكبار قيادات الحزب مثل بن علي يلدرم لأنه له 3 فترات برلمانية.
فوز العدالة والتنمية سيكون له أثر طيب على القضية الفلسطينية، علماً انها حاضرة لدى كل مكونات الشعب التركي وكافة الأحزاب والجمعيات.
السيناريو الآخر هو فوز المعارضة وسيكون أثره على القضية الفلسطينية، فسيكون هناك إهتمام ولكن ليس بقدر الاهتمام الذي سيوليه حزب العدالة والتنمية وحلفائه.
أما بخصوص الانتخابات الرئاسية فإن فوز أردوغان من الجولة الأولى وهذا ما زال مرجح ولكن الاستطلاعات الأخيرة تقول أنه ربما لأول مرة تتجه تركيا لجولة ثانية، وهذا السيناريو جاري الاستعداد له من الحرية والعدالة وحلفائه، حيث أنه أثر السياسات المتبعة والمشاريع المعلن عنها تم تقليص نسبة عدد المترديين من 10 مليون إلى 5 مليون وربما يقل العدد في الأيام المقبلة حيث أن يوم الأحد يوجد خطاب له ما بعده لاسيما على ناخبي إسطنبول ربما بمفاجئات جديد.
فوز أردوغان سيكون له إيجابية كبيرة وستشهد القضية الفلسطينية تقدم في السياسة الخارجية التركية بعكس ما لو فازت المعارضة التي تتجه نحو الغرب والكيان الصهيوني.
مخرجات الحلقة النقاشية حول سيناريوهات الانتخابات التركية وأثرها على القضية الفلسطينية
اقام معد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع مركز صواب للجودة والاستشراف التركي حلقة نقاشية ناقشت فيها سيناريوهات الانتخابات التركية 2023 وأثرها على القضية الفلسطينية وذلك يوم الجمعة 5 مايو 2023 وقد ادار الحلقة الأستاذ محمد الأغا الباحث في الشأن الإقليمي بمعهد فلسطين وأثنى على الجهد المشترك بين المعهد ومركز صواب التركي .
ومن جانبه أكد الأستاذ رامي الشقرة على ضرورة الاهتمام بالانتخابات التركية وما سينتج عنها لطبيعة الدور التركي في المنطقة باعتبارها من أهم الدول الإقليمية ودورها التاريخي وعلاقتها بالشعب الفلسطيني والاستفادة والاستثمار في الواقع الدولي الجديد ومجموعة التحولات التي تلقي بظلالها على المشهد وخصوصاً بعد العديد من المصالحات الإقليمية والعربية والتي يمكن أن تؤثر ايجاباً على القضية الفلسطينية.
وقد تحدث الدكتور محمد رشيد أوغلو عن الاثار السياسية الخارجية التركية وأن تركيا تجري انتخابات مهمة رئاسية وبرلمانية وأهميتها لدى الجميع على اعتبار أنها تأتي في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية لذلك تعد هذه الانتخابات تاريخية وحاسمة لكل الأطراف.
شاهدنا في السنوات الماضية السياسة الخارجية لتحالف الجمهور الحاكم بقيادة العدالة والتنمية، أنه محل انتقاد من المعارضة، مما يدفع للاعتقاد أن تؤدي نتائج الانتخابات لتعاطي تركيا مع السياسة الخارجية ونفوذها العسكري الخارجي كذلك.
في حالة فوز رئيس جديد أو حصول المعارضة على أغلبية كبيرة في البرلمان، بما يسمح لها التدخل بشكل أوسع في رسم معالم السياسة الخارجية.
لان النظام في تركيا رئيس وليس برلماني، ركزت الدراسات على نتائج الانتخابات الرئاسية الحالية مع افتراض سيناريوهين:
السيناريو الأول/ فوز أردوغان:
موضوعنا اليوم يتعلق بعلاقة تركيا بالغرب والدول العربية، فالقضية الفلسطينية في مركزها يوجد الدول العربية وأوروبا، فالكيان الصهيوني احتل فلسطين بمساعدة بريطانيا وأميركا.
السيناريو الأول يستند تحليل السياسة الخارجية التركية بعد فوز أردوغان على السياسات الحالية، أي سيستمر في بنفس السياسة، فمن غير المتوقع بحصول انقلاب جذري في السياسة حتى وإن حصل بعض التعديلات.
من المتوقع أن تكون على الشكل التالي:
اللاجئين: لكسب أصوات من المعارضة كان موقف أردوغان أنه سيحاول مساعدة اللاجئين بأن يذهبوا إلى سوريا (شمال سوريا) حيث الوجود التركي العسكري، في حين تحاول تركيا تطبيع العلاقات مع النظام ولكن هذا صعب ولكنه متوقع قبل الانتخابات.
التطبيع مع سوريا: تركيا تحاول تحسين العلاقات مع الكل وليس مع النظام السوري فقط، فكذلك مع مصر والإمارات، وفي حال فوز أردوغان سيستمر في ذلك التحسين مع الكل.
الوجود التركي العسكري خارج الحدود: هذا واضح أن يستمر أردوغان في سياسة إستخدام القوة العسكرية لمواجهة التهديدات، خاصة أن الأحزاب المتحالفة ضد أردوغان في الانتخابات هو أيضا يدعمون العمليات العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في تركيا والشمال السوري، هذا واضح.
العلاقات مع الغرب (أوروبا وأميركا): أظهرت العديد من الخطوات التي إتخذتها تركيا في ظل حكومات أردوغان سواء العمليات العسكرية أو الحرص على تطوير الصناعة الدفاعية التركية؛ هي سياسات متوازنة لا تعتمد بشكل كامل على الغرب، وفي هذا السياق التركي حصل التقارب التركي مع الجهات الدولية مؤثرة غير غربية مثل روسيا والصين وشمال أفريقيا، ونتج عنه شراء تركيا لمنظومات دفاع جوي، لذلك متوقع الاستمرار في التوازن، وهذا موضوع مهم كون القضية الفلسطينية مركزها الدول الغربية وأمريكا وروسيا والصين، وأيضا الدول العربية.
لو فاز كمال كوستاروجو فإنه سيكون أكثر تقارباً للغرب وأميركا، فهو وزملائة أقرب للسياسات الغربية تجاه القضية الفلسطينية.
الدول العربية: بفوز أردوغان من المتوقع أن تعود السياسة الخارجية التركية بكامل إلى ما كانت عليه في بداية حكم العدالة والتنمية 2002 حتى 2010، وقد بدأت بالفعل الحكومة التركية بخطوات عملية قبل الانتخابات، وتطورات العلاقات مع مصر والامارات والسعودية يأتي في هذا السياق.
السيناريو الثاني/ فوز كمال كوستاروجو والطاولة السداسية التي تدعمه
1.اللاجئين: يدعمون عودة اللاجئين لكن بدون سياسة واضحة وخطوات وآليات لذلك.
2.العلاقات مع النظام السوري: هم ضد التطبيع مع النظام، وهذا يتناقض مع كيفية إعادة اللاجئين.
3.الوجود التركي في سوريا والعمليات خارج الحدود التركية: هم يتبنون فكرة السلام العالمي وعليه فإنهم ضد التدخل والتواجد التركي في سوريا والعراق وليبيا على الرغم أن حزب... كان ممن دعموا التدخل في ليبيا وصوت له في البرلمان.
إنطلاقاً من فكرة السلام العالمي فإنهم لن يدعموا حركات المقاومة الفلسطينية ولن يوفروا لها أي دعم مادي أو سياسي.
4.العلاقات مع الغرب وأميركيا: هم يرغبون بما يسمونه المسار الصحيح للعلاقات إذ يرون أن تركيا جزء من المحور الغربي وليس من محور الشرق الأوسط أو المحور الإسلامي أو أي محور آخر.
لذلك فإنه من المستحيل أن يقولون للغرب نحن ضدكم في مواقف الغرب تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها من الملفات، لأنهم يرون أن تركيا في محور الغرب في النظام العالمي.
5.العلاقات مع الدول العربية: لن يترك دول العرب ولكن لن يكون كما كان أردوغان مع الدول العربية.
وفي قضية فلسطين من الممكن أيضاً أن نقول إذا فاز أردوغان ستظل تركيا لاعب رئيسي في هذه القضية، فرغم تطبيعه مع الكيان الصهيوني إلا أنه ما زال وجود للناشطين والحركات الفلسطينية والإسلامية، فهو لن يترك هذا الملف فهو رجل سياسي وبراجماتي.
أما بفوز كمال فسيتم إتباع سياسة موالية للغرب ولن يتم دعم القضية الفلسطينية بتوجه إسلامي أو على إعتبار أنها قضية المسلمين، فهو وفريقة رغم أنهم مسلمون إلا أنهم يرون القضية الفلسطينية من منظور العدالة فقط، وقد شاهدنا في الـ 60 غيرها تيارات يسارية تركية تدعم القضية الفلسطينية رغم أنهم ليسوا إسلاميين لكن توجههم لم يكن أيدولوجيا.
لذلك من المؤكد القول أن السياسة الخارجية غير واضحة بسبب اختلافات الأحزاب المتحالفة (الطاولة السداسية)، لأننا لا نعرف من سيدير الدولة في ظل رئاسة كمال بينما نائبة سيكون من أحد الأحزاب الأخرى وعليه فلا نعرف من سيكون وزير خارجية ومن وزير دفاع ووو، ولكن في حال فوز أردوغان فالأمور أكثر وضوحاً بشكل عام وسياسته في دعم فلسطين كذلك.
فقد تحدث الدكتور جلال دوران ربما أن الانتخابات داخلية، لكن الأمر مختلف في تركيا فتأثيره داخلياً قليل وأغلب التأثير خارجي. فكم مرة منذ 20 سنة تحصل انتخابات، لكن هذه أول مرة نجد إهتمام خارجي من المسلمين والعرب في هذه الانتخابات.
القضية الفلسطينية قضية مشتركة عند كل المسلمين في العالم وهي رابط للكل وتؤثر على كل الأطراف في العالم، ولهذا السبب كل شيء يؤثر على القضية الفلسطينية لذلك يجب على كل المراكز والشخصيات أن يتابعوا كل المتغيرات العالمية كونها قضية حضارية تاريخية دينية وكل القضايا مرتبطة معها.
منذ سنتين ونحن نتابع شأن الانتخابات ونجري لقاءات واجتماعات دراسية وأيام عمل للتركيز مع المجنسين في تركيا والجاليات والشخصيات المؤثرة كونه يوجد 500000 مجنس، وقد لوحظ أن أكثر الناس إهتماماً ونشراً فيما يتعلق بالإنتخابات هم من المجنسين، وأن أصواتهم في الانتخابات مرتبة ومنظمة ولا خوف منهم ومن توجهاتهم.
الانتخابات الماضية وقبلها كانت انتخابات كلاسيكية، الآن ترون الأمر مختلف فهناك مشاريع ممتازة ينظرها الشعب من 100 عام له أثر على مستقبل تركيا، فهناك طرف يعطي مشاريع وفكر ورؤية لتركيا وطرف آخر لا يعطي مشاريع أو أي أمل.
فبعض العولمائيين يعملون برؤية وبتأثير البروبقانده والرأي العام بشكل قوي، ونموذج بسيط على ذلك انتخابات إسطنبول الماضية حيث نجح رجل شو مان مثل الرئيس الأوكراني وبعد 3 سنوات لم نشاهد أي إنجازات أو تنفيذ صحيح.
والمعارضة الآن نفس البروبقانده لا يقدمون أي مشاريع أو رؤية لتركيا.
فقد تحدثت الدكتورة تمارا حداد وقالت أن هذه الانتخابات في تركيا تعتبر المواجهة الحاسمة بين المعارضة وأردوغان، وهي من الانتخابات الأكثر تعقيداً وهذه الانتخابات أكثر حدة في المواجهة بسبب حالة الاستقطاب بين الطرفين، بمعنى هي استفتاء على واقع الحكم الحالي ممثلا بأردوغان وحزبه أو إختيار برنامج المعارضة.
ربما بسبب شدة المنافسة سيتم حسم المنافسة في أكثر من جولة نتيجة إستطلاعات الرأي التي تقول بأن الفوارق بسيطة لصالح أردوغان.
وأن هذه الانتخابات تأتي في ظروف إقتصادية صعبة نتيجة تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وإرتفاع التضخم، وأيضاً أهميتها كونها تنبع من التنافس وتشابك التحالفات حيث أصبح هناك تحالفات بين أحزاب إخوانية كانت مقربة من أردوغان قد تفككت ولجأت إلى تحالف كمال أوغلو، وبالعكس فبعض الأحزاب العلمانية ذهبت إلى تحالفات، وهذا يعني أن هذه الأحزاب أصبحت تتغير تحالفاتها.
كما إن الأيديولوجية في هذه الانتخابات عالية بمعنى أن كل طرف له قواعد طلبة وقوية في بعض المناطق قد يحسم هذه المعركة وأيضا قواعد صلبة للمعارضة لذلك تتقارب نسب الانتخابات.
أما العوامل المؤثرة:
القضة الاقتصادية التي تلوح بها المعارضة التي تشير أن الواقع الاقتصادي تباطأ.
لكن لاردوغان أصبح له قوة إجتماعية كبيرة في بعض المناطق، وأيضا قوة إنتخابية كإنشقاق حزب البلد الممثل بمحرم إنجه الذي إنفصل عن الحزب الجمهوري من أجل أن يشكل قائمة ليترشح بها، وبالتالي بعض الأصوات العلمانية ذهب إلى أردوغان والعكس صحيح من زاوية حزب السعادة وتحالفه مع كمال أوغلو.
هناك بعض المؤثرات على أردوغان وعلى المعارضة.
وهذا ذاته فيما يتعلق في القضية الفلسطينية، فكمال أوغلو دائما يتوجه ضمن السياق الغربي وبالتحديد أنه كان في بعض الفترات كان يعمل خبير حسابات في فرنسا، أيضا الحاكم الحالي أردوغان إستطاع تعزيز تحالفاته خلال الأيام الماضية بمعنى أنه أصبح توجه نحو روسيا ونحو الصين فبالتي أصبح يستخدم سياسة المسك بالعصى من الوسط بمعنى موازنة العلاقات بين أميركا وإسرائيل وأيضا بين روسيا والصين.
أما القضية الفلسطينية فإنعكاس أنه دائما تعتمد على المحاور، الان هناك تغيرات في الشرق الأوسط وتغيرات إقليمية ودولية، وكل هذه التغيرات تنعكس على القضية الفلسطينية بمعنى أن الانتخابات التركية الحالية سوف تنعكس على سياسة المحاور والتحالفات الإقليمية والدولية، وهي تتغير هذه الخريطة للتحالفات كل يوم بمعنى أن أي تغير مستقبلي في الخريطة السياسة التركية قد تؤثر على القضية الفلسطينية وقد لا تؤثر على القضية الفلسطينية.
ولكن علينا أن نعطي بعض الإيجابيات، أردوغان من الشخصيات التي قدمت للقصية الفلسطينية ولا أحد ينكر ذلك، هو صحيح يمكسك العصا من الوسط لكنه لن يتخلى عن القضية الفلسطينية، بمعنى أن سيحافظ على مسار التطبيع مع إسرائيل لكنه لن يقف يوماً ضد القضية الفلسطينية.
وكذلك سيستمر في تقديم الدعم المالي والمعنوي للجمعيات والمؤسسات كوكالة التعاون والتنسيق وكهيئة الإغاثة وغيرها.
أردوغان سوف يستمر في تقديم المنح للفلسطينيين.
رغم الضغوط الإسرائيلية أردوغان لم بخرج أي فلسطيني من تركيا، لكن المخاوف الفلسطينية من فوز كمال، لماذا؟ لأنه مقرب من الغرب وأميركا وعلاقاته قوية بالاتحاد الأوروبي، لكن التأثير على القضية الفلسطينية مهما كان الفائز ستكون محدودة لأنه المؤثر الأساسي على القضية الفلسطينية هي إسرائيل وأميركا، وإسرائيل الآن في حكومة يمينية متطرفة لم تعطي مجال لأي دولة إقليمية وعالمية بحل القضية الفلسطينية، حتى أميركا لم تعطي حل سياسي وكل ما تتحدث عنه في حل الدولتين هو لذر الرماد في العيون.
وقد قال الدكتور إياد جبر المختص في الشأن التركي أننا كفلسطينيين يهمنا بقاء أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الحكم لفترة جديدة لأسباب مختلفة.
حزب العدالة والتنمية غيرت في أيديولوجيته ثلاث مرات (الديمقراطية المحافظة كبديل عن الديمقراطية الدينية، تحولات الدستور 2007، تحول الربيع العربي وإعادة تعريف مفهوم الأمة وتطهير الداخل وتثبيت النظام الرئاسي ثم التحالف القومي الداخلي) وهذا يعني أن أردوغان وحزبه يلائمون سياساتهم بالوضع الداخلي والخارجي.
التحولات التي حدثت على الدستور أثرت في السياسة الخارجية بدأ من حادثة مرمرة، ثم الربيع العربي، لكن عندما ننظر إلى السياسة الخارجية التركية فيجب أن ننظر إلى إسرائيل كجزء مهم في الموضوع خصوصاً أن الموضوع الفلسطيني هو موضوع إقليمي ودولي في نفس الوقت وتركيا لها مصالحها في سياستها الخارجية.
صحيح قد يتساءل البعض بأن تركيا طبعت علاقاتها مع إسرائيل، لكن هذا في إطار حالة دولية وإقليمية، وربما هذا التطبيع مؤقت وربما دائم، لكن عندما لم يكون تطبيع بشكل كامل.
لنعرف مدى تأثر القضية الفلسطينية لا بد أن ننظر كيف ترى إسرائيل علاقاتها مع تركيا في هذا المجال، فعلى سبيل المثال المقدسات الإسلامية في القدس فكثر من الدراسات تصدر عن رغبة إسرائيل بوصاية سعودية بدل الأردنية على المقدسات لأنها تخشي من وجود تركيا في ظل وجود الأردن لان تركيا تلعب دور مهم في موضوع القدس بالنسبة لتأثير السياسة الناعمة عبر التأثير على الأفراد في المجتمع المقدسي والفلسطيني عموماً، لذلك فإسرائيل ترغب بشكل مكثف بوصاية سعودية.
السياسية الخارجية التركية إذا أستمر أردوغان هي الأفضل فلسطينياً لأن تركيا أصبحت دولة مؤثرة في الإقليم وتدخلت في مناطق مختلفة كسوريا وليبيا ومناطق أخرى كالصومال والعلاقة مع قطر وتأثيرها في الخليج لذلك فإسرائيل وأميركا لا يريدون وجود تركيا كلاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ان تركيا في مرحلة التسعينات وهي المرحلة الذهبية في العلاقة الإسرائيلية التركية وعام 1996 أفضل مراحلها خاصة في فترة كان نجم الدين أربكان جزء من الحكم لكن الدستور كان دستور الجيش فكان العلاقات والسياسات مكبلة بهذا الدستور.
ولكن بدأنا نلمس دور متقدم لتركيا بسبب التحولات التي حدثت على مستوى الداخل، لذلك هذه الانتخابات هي الحدث الأهم لأن إنعكاسة على القضية الفلسطينية مهم وله تأثير كبير لأن أردوغان لديه شعبية على مستوى العالم العربي وتأثير على مستوى الرأي العام ولديه قوة يستطيع أن تساهم في عملية التوازن الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط، وهذا ما يدفعنا للإهتمام بهذه الانتخابات.
ربما ما تحدث به الأخ محمد أوغلو أنه فلو فازت المعارضة لن نعرف من سيحكم أو من سيدير الدولة، في تصوري أنه كان يعقد أنه يوجد 6 إلى 7 أحزاب متحالفة وهي مختلفة أيدولوجيا وبعض أحزاب السداسية كانت ترفض وجودة شخصيا ومطالبات بشخصية أخرى.
كما أنه يوجد إنسحابات متكررة لعدد من الشخصيات والمنتمين لأحزاب المعارضة (300 شخص من حزب داوود أوغلو) وغيرهم من أحزاب أخرى وبعضهم يذهبون لتحالف أردوغان على اعتباره التحالف الأكثر تناسق، وهو الأفضل بالنسبة لنا.