القدس في وجدان المقاومة الفلسطينية

news-details
اصدارات المعهد

أصدر معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية دراسة بعنوان القدس في وجدان الفلسطيني وقد قام بإعداد الدراسة الاستاذ نمر المدهون الباحث في المعهد وتطرقت الورقة إلى القرارات دولة الاحتلال في السيطرة والاستيلاء وتهويد مدينة القدس تدريجياً، فخططت منذ 120 عاماً للاستيلاء الكامل على مدينة القدس، فبدأت بالتنفيذ عام 1897م حين بدأ المهاجرين اليهود منذ الاحتلال البريطاني بالتسلل والاستيطان فيها ومازالت تنفذ خطط الاستيلاء على القدس ليومنا هذا، وتتخذ الاجراءات الخبيثة ووضع القوانين المقيدة للمقدسيين الفلسطينيين، وتتوقف إذا ما شعرت بوجود خطر على مشروعها وتستمر وبوتيرة كبيرة في التهويد والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين بيتاً بيتاً وتدفع المبالغ الطائلة وترصد ميزانيات سنوية تقدر بالمليارات، وتحاول تغيير الوضع الديمغرافي للمدينة وتقسمها زمانياً ومكانياً، وتارة تحاول فرض واقع أن القدس من فوق للفلسطينيين والقدس من الأسفل لليهود بالإشارة إلى الأنفاق التي أنشأوها أسفل المدينة، تعامل دولة المحتل مع مدينة القدس بمبدأ النفس الطويل والصبر وتراهن على استسلام الفلسطينيين المقدسيين وتعاقب الأجيال أن ينشأ أجيال تخضع للإجراءات والقوانيين الإسرائيلية التي فرضت على أباءهم وأجدادهم، ويعمل العدو وفق شعار أطلقه بن غيريون الآباء يموتون والأبناء ينسون، ولكن الواقع الحقيقي أثبت عكس ذلك فلم يمت الآباء ولم ينسى الأبناء، فالآباء ورثوا أبناءهم حب القدس ومن أجلها ضحوا بأموالهم ودمائهم وقدموا الروح رخيصة في سبيل الله على أرض القدس.

إن المتتبع للحالة المقدسية يرى مدى التواطؤ الذي حدث من منظمة التحرير الفلسطينية المتمثلة في السلطة الفلسطينية ومشروع (أوسلو) مع المحتل الإسرائيلي في السماح له باستكمال استيلائه على مدينة القدس وفق الاتفاقات المذلة والمخزية للشعب الفلسطيني، والاجراءات التي اتخذتها السلطة لتفريغ مدينة القدس والمتمثلة في بيت الشرق من مضمونها ومن هيبتها ومن كينونتها، وتقليص الميزانيات التي كانت تُنفق في القدس سواءً للتعليم أو لصمود أهل القدس، ونقل دعم التعليم من دعم السلطة لدعم الاحتلال وفرض المناهج الإسرائيلية بدلاً عن المناهج الفلسطينية وذلك بفعل تخلي سلطة رام الله عنها، وتواطؤ رجالاتٍ من السلطة ومن رجال الهارب محمد دحلان في بيع بيوت ومؤسسات فلسطينية لليهود ونقل الملكيات لهم، إن المشهد يعطي لما لا يدع مجالاً للشك أن اتفاقيات السلام لم تكن إلا للمصلحة الإسرائيلية خالصة، إما في تغيير الواقع الفلسطيني في الضفة والقدس تحديداً، ووكلاء أمنيين للمحتل للحفاظ على وجوده والمحاربة بدلاً عنه.
الثورةالفلسطينية وقفت سداً منيعاً في وجه المحتل في مدينة القدس تحديداً، حيث خاضت معارك كثيرة في سبيل الحفاظ على مدينة القدس وضحت بدماء أبنائها وقادتها، منها انتفاضة النفق وانتفاضة الأقصى ومعركة سيف القدس في عام 2021م، ويعمل الطرفان بسياسة عض الأصابع، وكما أن المحتل لم يتوقف فالثورة الفلسطينية لم تتوقف للحظة للدفاع عن القدس وأهلها، وسيبقى السجال والاحتدام في المواقف بين الثوار والمحتل حتى ينتصر أصحاب الأرض وينتصر أصحاب العقيدة السليمة الصحيحة،


القدس في وجدان المقاومة الفلسطينية.pdf