أصدر معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية دراسة بعنوان القدس والأمن القومي الفلسطيني وقد قام بإعداد الدراسة الاستاذ محمد الاغا الباحث في المعهد وتطرقت الورقة إلى القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية التي تعطي القدس مكانة خاصة، وهي عنصر قوة يمكن الاستناد عليه في بعض التحركات، خصوصاً وأن المجتمع الدولي ما زال ينظر بخصوصية بالغة لمكانة القدس، وظهر ذلك من خلال رفض العديد من الدول نقل سفاراتها لمدينة القدس رغم الإعلان الأمريكي بأن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، إلا أن ما يضعف استثمار مثل هذه المواقف هي السياسة الرسمية الفلسطينية وغياب المرجعيات السياسية التي تنظر للقدس كعاصمة أبدية لدولة لفلسطين التاريخية
وبالنظر إلى الجهود الكبيرة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تغيير واقع القدس وتهويد المدينة جغرافيا وديمغرافياً نعلم جيداً ما تمثله المدينة من واقع استراتيجي للكيان الذي لا ينفك عن التخطيط والتنفيذ لكل ما يمكن أن يجعل المدينة مكاناً نقياً من الوجود العربي والإسلامي؛ من خلال مسارين:
الأول: تشويه وطمس معالم المدينة العربية والإسلامية والتاريخية، وتكثيف بناء المعالم ذات الطابع اليهودي، واستهداف الهوية والثقافة العربية والإسلامية.
الثاني: تهجير المقدسيين من القدس، واستجلاب أكبر عدد من المستوطنين ليقطنوا فيها بهدف ضمان التفوق الديمغرافي اليهودي في القدس باستمرار.
وبالنظر إلى أن الهاجس الوجودي هو ما يحكم استراتيجية الأمن القومي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه الاستراتيجية هي المحرك الفعلي لكل مكونات العمل لديه، نصل لحقيقة واحدة وهي: أن الصراع بالنسبة لكيان الاحلال على القدس هو صراع "بقاء"، وهذا ما فهمته أيضاً المقاومة الفلسطينية، فالقضية من وجهة نظرها أكثر عمقاً في مدلولاتها من مفاهيم الصراع على الأرض؛ وهي معركة بين مشروعين، الأول مشروع استعماري إحلالي، أما المشروع الثاني فهو مشروع تحرر يسعى إلى استعادة الحقيقة والحقوق التاريخية في القدس.
وقد اوصت الدراسة بالتالي:
· حسم الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي إلى جانب القدس كأحد الركائز الأساسية للأمن القومي الفلسطيني والعربي والإسلامي، واعتبار معركة القدس هي معركة الأمّة.
· توحيد الصف الفلسطيني على بناء القدرة العسكرية الحقيقية القادرة على استعادة القدس.
· وضع القدس ومقدساتها على أجندة الأحزاب والقوى والحكومات والشعوب، ورفض التنازل عن القدس.
· إطلاق مواجهة شعبية ضدّ العدو الصهيوني.
· تسخير الإمكانيات لدعم صمود المقدسيين
للاطلاع على الدراسة تحميل المرفق