أصدر معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية دراسة بعنوان الوضع الاقتصادي والمعيشي للفلسطينيين في مدينة القدس ٢٠٢٣ وقد قام بإعداد الدراسة الاستاذ محمد نصار الباحث الاقتصادي في المعهد وهدفت الدراسة إلى التعرف على الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه السكان الفلسطينيين في القدس، من خلال استعراض مؤشرات مختارة، إضافة إلى استعراض أبرز أنواع الضرائب المفروضة على المقدسيين، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي من خلال الوثائق المنشورة من قبل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وكذلك دائرة الإحصاء المركزية "الإسرائيلية"، والدراسات المنشورة في هذا المجال.
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها أن سكان القدس الفلسطينيين يعيشون في مستوى معيشي أقل من السكان اليهود في القدس، ولكنه نظرياً أفضل من المستوى المعيشي لباقي سكان المناطق الفلسطينية، ولكن هذه الأفضلية تصطدم بالسياسات والإجراءات "الإسرائيلية" المطبقة على رسوم ترخيص السكن والضرائب المتعددة المفروضة على الفلسطينيين والتي تبين الفجوة الكبيرة بين السكان الفلسطينيين واليهود في المدينة، حيث تهدف غالباً إلى ترحيل السكان الفلسطينيين وإغلاق مصالحهم التجارية، واستبدالهم بسكان يهود.
وقد أوصت الدراسة بالعمل على تعزيز صمود المقدسيين ومساعدتهم في الحفاظ على الهوية المقدسية، من خلال تشجيع الوفود السياحية من فلسطينيي الشتات وفلسطينيي الداخل القادرين على الوصول للمدينة، وإطلاق حملات لدعم المنتجات المقدسية، ومقاطعة المنتجات "الإسرائيلية"، والعمل على إنشاء آلية من خلال سلطة النقد الفلسطينية والمصارف الفلـسطينية لتمكين تلك المصارف من منح قروض بشروط ميسرة للاستثمار في القدس الشرقية، وأخيراً تخصيص صندوق مالي لدعم المقدسيين في دفع الضرائب المتراكمة عليهم وتوفير مشروعات تنموية لهم، تساهم فيه السلطة الفلسطينية، والدول العربية والإسلامية، وأيضًا الفلسطينيون المغتربون المقتدرون.