خلال حلقة نقاشية نفذها معهد فلسطين بالتعاون مع شبكة الهدهد
مختصون: الانتخابات الإسرائيلية لن تغيّر سياسات الاحتلال تجاه الفلسطينيين
غزة:
أجمع مختصون في الِشأن الإسرائيلي أن نتائج انتخابات الكنيست المُزمع إجراؤها بعد أيام قليلة لن تغيّر واقع الفلسطينيين أو سياسات الاحتلال تجاه القضية الفلسطينية، حيث أصبح السلام الاقتصادي هدفًا رئيسًا تسعى لتطبيقه الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة بغض النظر عن المعسكر الائتلافي الذي يسيطر عليها أو الحزب الإسرائيلي الفائز في انتخابات الكنيست.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية عقدها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية يوم أمس في مدينة غزة بالتعاون مع شبكة الهدهد الإخبارية للشؤون الإسرائيلية، وذلك بمشاركة عدد من الكتّاب والباحثين والنخب السياسية الفلسطينية، والمختصين بالشأن الإسرائيلي.
من ناحيته فقد شدد رامي الشقرة رئيس معهد فلسطيني على أهمية متابعة نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لما لها من أثر مباشر على القضية الفلسطينية في ضوء الأزمة السياسية العاصفة في الكيان والتوقع بعدم قدرة أيٍّ من الأحزاب الإسرائيلية على حسم نتائج الانتخابات، وتحقيق استقرار سياسي، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من تشرذم الأحزاب الإسرائيلية في تعزيز الواقع الفلسطيني.
أما سعيد بشارات رئيس تحرير شبكة الهدهد والمختص في الشأن الإسرائيلي فقد أكد اتساع الشرخ السياسي في المجتمع الإسرائيلي، في ظل تصاعد كبير لليمين المتطرف، والتي أوضحتها استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة التي منحت عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير 15 مقعدًا في الكنيست المقبل بعد مشهد استخدامه مسدسه الشخصي في إرهاب المقدسيين ودعوته لطرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بالقدس بقوة السلاح.
وتوقع بشارات أن تشهد ساحة الضفة مزيدًا من التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين لاستجلاب أصوات انتخابية تساعد ائتلاف غانتس- لابيد الحالي على الفوز بالإنتخابات وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، محذّرًا من إقدام الاحتلال على ارتكاب جريمة أخرى ضد الشعب الفلسطيني في نابلس وجنين عشية الانتخابات بهدف منافسة معسكر اليمين الإسرائيلي الذي يرأسه نتنياهو في توجهاته العدائية الدموية ضد الفلسطينيين.
وفي ذات السياق أشار ناجي البطة المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن تآكل الأحزاب الإسرائيلية وتحول المنافسة إلى معسكرات ائتلافية هو مثال واضح على تآكل المجتمع الإسرائيلي، أما عماد أبو رحمة مستشار مركز مسارات فقد أكد على أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تغير من سياسة الاحتلال تجاه القضية الفلسطينية، فكافة الأحزاب الإسرائيلية باتت ترى في السلام الاقتصادي وسيلة لتصفية القضية الفلسطينية، وتسعى بكل ثقلها للإبقاء على حالة الانقسام الفلسطيني كي تتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه على حل القضية الفلسطينية.
من جهة أخرى فقد توقع حسن عبدو المختص في الشأن الإسرائيلي أن يتصاعد الواقع الميداني في الضفة المحتلة، خاصة مع توقعات بصعود اليمين المتطرف في انتخابات الكنيست المقبلة، والذي يعد ايتمار بن غفير أحد رموزه، مطالبًا الفلسطينيين بضرورة التوحد وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها، والعمل على إيجاد بيئة طاردة للتمدد الاستيطاني في الضفة أسوة بما حدث في غزة قبل عقدين من الزمن، ونتج عنه فشل المخططات الاستيطانية للاحتلال، وتفكيك مستوطناته في غزة.
وفي ذات السياق فقد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن فوز اليمين المتطرف الذي يمثله ايتمار بن غفير سيؤدي إلى تصاعد المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، أما الباحث في معهد فلسطين ربيع أبو حطب فقد طالب بضرورة التوافق الفلسطيني على رؤية وطنية موحدة التي اعتبرها وسيلة مهمة لمواجهة مخططات الاحتلال وإفراغ المشروع الصهيوني من مضمونه، وأما الباحث السياسي أحمد أبو العمرين فقد دعا إلى السعي للتأثير على انتخابات الكنيست المقبلة من خلال تحريك ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة.
يجدر الذكر أن الحلقة النقاشية التي أدارها ماجد الزبدة الكاتب والباحث في معهد فلسطين تأتي ضمن جهود المعهد لتسليط الضوء على الواقع السياسي ومستجدات الأحداث التي تلقي بظلالها وتأثيراتها المباشرة على القضية الفلسطينية.